سيادة المطران عطا الله حنا : نتمنى أن تكون هنالك نهاية سريعة للآلام والأحزان التي نعيشها في غزة وفي لبنان

( تمرد فتى )

________

لاشيء يعجبني

قالها معلمي

وأنا أعيدها ألف مرة
لاشيء يعجبني
شمس الصباح
حر الظهيرة
تلك الأمسية المطيرة
لا ذكرياتي
ودفاتري المهشمة
ونزف محبرتي
وربما بيتي
لاعملي
لا وزني
لاطولي
ولا لون عيناي
أو منديلي الأبيض
وقصيدتي العصماء
وهي تسير في الوحل
لا مطر الشتاء
أو تلك الأنثى المثيرة
كما قال صديقي
لا لم يكن فيها
شيئاً ينرفزني
تقول زوجتي
عندما أعود بعد العصر
لا شيئ يعجبني
لا أنت
ولا شعرك الأسود
أعيش برتابتي
كما شاء لي القدر
طنجرتي تئن فوق النار
حنجرتي تكاد تخنقني
شالي الرمادي
منشوراً على الحبل
قهقات جارتنا
تصم أذناي منذ الصباح
وحتى ينعطف الفجر
لاشيء يعجبني
ولدي ابن العاشرة
يقول منزوياً
لاشيء يعجبني
مدرستي العقيمة
معلمتي ترتدي
بنطالها الأزرق
كما لون السماء
قلمي الرصاص
بضع ليرات
أدسها في جيبي خجلاً
أصدقاء راحلتي
ذاك الطريق الموحش
لا ... لا شيء يعجبني
حتى أنت يا أبتاه
يارباه ... قلت في نفسي
صديقتي
ذات العيون المخملية
تدندن وهي تحتسي
فنجان قهوتها
تقول
لا شيء يعجبني
حقيبتي الخرقاء
ضفائري السوداء
ثغري الأسمر الوردي
وأنت أيضاً
لا شيء يعجبني
النادل ذو النجوم الخمسة
يكاد يركل طاولة الزبون
يتعثر بكأس الشاي
يرمي بالدراهم
في جيبه
ثم يقول
لاشيء يعجبني
من منكم يقنعني
بأن هناك شيئاً ما
سوف يعجبني
لا أحد استطاع
أن يحتل عقلي
ويقنعني ...
بأن لاشيء يعجبني ...
_______
1/12/2016م