في زيارة للمخيّمات السوريّة" الزعتري" في الأردنّ
العاطفة الاحساس مع الآخرين وكتابة الشعر وحدها لا تكفي إن لم تقترن بالعمل! ما دمتُ قادرة على تقديم أيّ شيء فلن أتردّد يوما، لطالما شدّني موضوع الحرب في سوريا وكتبت دونما شعور العديد من القصائد
منذ حوالي شهرين وأنا أجالس نفسي ليلا بعد مضيّ عائلتي للنوم أفتح صفحات الشبكة العنكبوتية أترقّب صورهم أبكيهم وأقول في نفسي، كيف لنا أن نرسم ابتسامة على وجهنا وأطفال في الخيام يعانون العطش الجوع والبرد لطالما تساءلت" ماذا يفعلون الآن؟!" لطالما قذفتّ بغطائي بعيدا عنّي وتخلّيت عن مدفأتي لأشعر بهم لأدعو لهم دعاء صادقا من قلب متألّم...
العاطفة الاحساس مع الآخرين وكتابة الشعر وحدها لا تكفي إن لم تقترن بالعمل! ما دمتُ قادرة على تقديم أيّ شيء فلن أتردّد يوما، لطالما شدّني موضوع الحرب في سوريا وكتبت دونما شعور العديد من القصائد
منذ حوالي شهرين وأنا أجالس نفسي ليلا بعد مضيّ عائلتي للنوم أفتح صفحات الشبكة العنكبوتية أترقّب صورهم أبكيهم وأقول في نفسي، كيف لنا أن نرسم ابتسامة على وجهنا وأطفال في الخيام يعانون العطش الجوع والبرد لطالما تساءلت" ماذا يفعلون الآن؟!" لطالما قذفتّ بغطائي بعيدا عنّي وتخلّيت عن مدفأتي لأشعر بهم لأدعو لهم دعاء صادقا من قلب متألّم...
لملمت أجزائي اعتذرت عن المشاركة في أمسية لاسطنبول بعد أن تمّ الحجز، لا
يهمّني ما خسرت... ما يهمّني بأنّي حققتّ قطعة من حلم...وسيتحقّق كاملا حين
عودتهم لوطنهم..."أعتذر مجدّدا من زملائي الذين سافروا وأتمنّى لهم
التوفيق"
نعم زرتُ مخيّم الاجئين السوريّين في الأردنّ "الزعتري" ومخيّمات أخرى مجاورة لمست أطفالهم مسكت أياديهم ضغطت عليها حضنتهم لأسدّ تعطّشي...لم أمتلك أن أخفي دمعتي لا بل وبكائي...بكيت كثيرا وقلت لهم لا تعتقدوا بأنّا نحيا سعداء لا...والله إنّا نتألّم نحن كما أنتم نحن نسهر الليالي ندعو لكم نحن لن ننساكم أبدا وحتما ستعودون إلى وطنكم الحبيب...بكيتُ وبكوا نساء ورجالا وشيوخا...جميعهم بكوا...خجلت النساء بأن تحضنني فحضنتهنّ أنا...كان صدرهنّ يفتقر للكثير!!
ورأيت أفجع وأقسى من شاشة المرناة...رأيت أطفالا لا يذهبون للمدارس في تلك المخيّمات القريبة من الزعتري...لمست أكمام الأطفال المليئة بالماء في هذا البرد القارس حفاة لا يملكون معطفا تحمل الطفلة ابنة العاشرة أخيها الصغير لأنّ أمّها ودّعت الحياة...مسكنهم هو الخيمة...أمّا مدفأتهم فهي نار الموقد خارج الخيمة...والسؤال المطروح هنا كيف ينامون في برد الخيمة؟!!!
لا يطلبون شيئا كان همّهم الوحيد هو تلك الثقوب في الخيمة وقطرات الماء التي تقطر عليهم في الليل...
أكتب لكم وأنا أعتصر ألما أكتب ودمعتي لا تفارقني...وهل ستفارقني يوما بعد أن رأيت ما رأيت...
جئت إلى هنا لأفتح دربا لكم جميعا هم بانتظاركم فلا تحرموهم لفتة كلمة وهديّة أنتم بغنى عنها وهم بأمسّ الحاجة إليها
وأقول للأردن فخرنا، هذا البلد الذي احتضن اللاجئين بكمّهم الهائل كلّ يوم أزداد احتراما وتقديرا لشعبه قيادته جيشه وملكه فبارك الله بكم...
جزيل شكرنا أنا وزوجي الذي حقّق لي حلمي للسيّد ناجح العتوم الذي رافقنا في هذه الزيارة منذ الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء...
كان الموضوع شاقّا ولكنّ الهدف يستحقّ وكان لا بدّ منه لأحيا سعيدة إلى حين زيارتهم من جديد
هذا وقد اهدتهم الشاعرة الفلسطينية
ميساء صح بدارنة
قصيدتها الوطنية
( ياشآم قومي )
يا شامُ قومي من هجودٍ
اكتفي حزنا رسا
أن حرّري أرض القداسة
واشمخي علو السنا
كم طال نومك فاستفيقي
واقطعي سهم العدى
يكفيك آهاتٍ فإني
ضقتُ ذرعا بالوغى
ما عاد يتسع الزمانُ
دماك ملآن المدى
إنّي أراكِ وحيدة
أين العروبةُ في الخفى
كرسيّهم هو شأنهم
ما زادهم إلّا جفا
يا مهجتي وحبيبتي شامي
وشام حمى الورى
لا تحسبي في البعد عنك تخاذلا قلبا نَسى
إنّي بعدتُ وبعد أحبتي
قد زادني حِسًّا نمى
إنّي وهنت تمنيّا أن ارأفي، قلبي احتسى
من ظلم أعداءٍ ومن كأسٍ لغدرٍ والنوى
أين الصغارُ أكلهم ماتوا
وما بعريشةٍ لا ما بقى
راح الأحبة كلهم لا نبضَ باقٍ من أسى
يا شعب هل حان القطاف
قطاف شيخٍ والنسا
أفأمتي بين الدمارِ
وأحتفي قلبي قسا!
لا تقنطوا وعدَ الالهُ بنصركمْ وعدٌ دنا
أن ارجعي عهدا يقود بأهلنا نحو العلا
فوراءُ ليلٍ دامسٍ
واعدتُ صبحا مشرقا
ميساء صح بدارنه
نعم زرتُ مخيّم الاجئين السوريّين في الأردنّ "الزعتري" ومخيّمات أخرى مجاورة لمست أطفالهم مسكت أياديهم ضغطت عليها حضنتهم لأسدّ تعطّشي...لم أمتلك أن أخفي دمعتي لا بل وبكائي...بكيت كثيرا وقلت لهم لا تعتقدوا بأنّا نحيا سعداء لا...والله إنّا نتألّم نحن كما أنتم نحن نسهر الليالي ندعو لكم نحن لن ننساكم أبدا وحتما ستعودون إلى وطنكم الحبيب...بكيتُ وبكوا نساء ورجالا وشيوخا...جميعهم بكوا...خجلت النساء بأن تحضنني فحضنتهنّ أنا...كان صدرهنّ يفتقر للكثير!!
ورأيت أفجع وأقسى من شاشة المرناة...رأيت أطفالا لا يذهبون للمدارس في تلك المخيّمات القريبة من الزعتري...لمست أكمام الأطفال المليئة بالماء في هذا البرد القارس حفاة لا يملكون معطفا تحمل الطفلة ابنة العاشرة أخيها الصغير لأنّ أمّها ودّعت الحياة...مسكنهم هو الخيمة...أمّا مدفأتهم فهي نار الموقد خارج الخيمة...والسؤال المطروح هنا كيف ينامون في برد الخيمة؟!!!
لا يطلبون شيئا كان همّهم الوحيد هو تلك الثقوب في الخيمة وقطرات الماء التي تقطر عليهم في الليل...
أكتب لكم وأنا أعتصر ألما أكتب ودمعتي لا تفارقني...وهل ستفارقني يوما بعد أن رأيت ما رأيت...
جئت إلى هنا لأفتح دربا لكم جميعا هم بانتظاركم فلا تحرموهم لفتة كلمة وهديّة أنتم بغنى عنها وهم بأمسّ الحاجة إليها
وأقول للأردن فخرنا، هذا البلد الذي احتضن اللاجئين بكمّهم الهائل كلّ يوم أزداد احتراما وتقديرا لشعبه قيادته جيشه وملكه فبارك الله بكم...
جزيل شكرنا أنا وزوجي الذي حقّق لي حلمي للسيّد ناجح العتوم الذي رافقنا في هذه الزيارة منذ الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء...
كان الموضوع شاقّا ولكنّ الهدف يستحقّ وكان لا بدّ منه لأحيا سعيدة إلى حين زيارتهم من جديد
هذا وقد اهدتهم الشاعرة الفلسطينية
ميساء صح بدارنة
قصيدتها الوطنية
( ياشآم قومي )
يا شامُ قومي من هجودٍ
اكتفي حزنا رسا
أن حرّري أرض القداسة
واشمخي علو السنا
كم طال نومك فاستفيقي
واقطعي سهم العدى
يكفيك آهاتٍ فإني
ضقتُ ذرعا بالوغى
ما عاد يتسع الزمانُ
دماك ملآن المدى
إنّي أراكِ وحيدة
أين العروبةُ في الخفى
كرسيّهم هو شأنهم
ما زادهم إلّا جفا
يا مهجتي وحبيبتي شامي
وشام حمى الورى
لا تحسبي في البعد عنك تخاذلا قلبا نَسى
إنّي بعدتُ وبعد أحبتي
قد زادني حِسًّا نمى
إنّي وهنت تمنيّا أن ارأفي، قلبي احتسى
من ظلم أعداءٍ ومن كأسٍ لغدرٍ والنوى
أين الصغارُ أكلهم ماتوا
وما بعريشةٍ لا ما بقى
راح الأحبة كلهم لا نبضَ باقٍ من أسى
يا شعب هل حان القطاف
قطاف شيخٍ والنسا
أفأمتي بين الدمارِ
وأحتفي قلبي قسا!
لا تقنطوا وعدَ الالهُ بنصركمْ وعدٌ دنا
أن ارجعي عهدا يقود بأهلنا نحو العلا
فوراءُ ليلٍ دامسٍ
واعدتُ صبحا مشرقا
ميساء صح بدارنه
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني