NR 6 الجزء السادس (( من قصة ــــــــــــ الرهينة ..... الليلة الغامضة )) بقلمي .......... / خوله ياسين ... ............... نعم قرأنا رسالة الخادم ، اخترقت غشاء صدرينا أحاسيس مختلفة تتأرجح بين الشعور بالفزع والفضول ، إنه خادم العائلة منذ ولادة ساندي أو ربما قبل بكثير . لما يا ترى لم يفكر كثيرا قبل أن يمدّ لنا يد العون .... ؟ --هما احتمالين : الأول أنه يعتبر نفسه عراب ساندي ويريدنا أن نعثر عليها . والثاني : أن والد ساندي شعر بأننا سنكتشف أمره وسنعود لنفتش عن الأمور الغامضة فأعدّ لنا كمين ليتخلص منا . وبدأت الظنون تتلاعب في ذهني على طاولة الشرود كحجر الشطرنج ، غالبة أنا أم مغلوبة ترى ماذا عساني أن أفعل .....!!!! لا لا لا ..... ابتعدي أيتها الوساوس البلهاء لن أستكين للفزع ، الإِتِّقَاد الذي يعتصرني في الحنايا أجج نار الإرادة بالمواصلة مما دعاني أتغلب على كل المخاوف . ينتابني فضول كبير كشراسة اللبؤة لأفك فتيلة شيفرة هذا اللغز ، ورجال المباحث ليسوا ساذجين أو أغبياء ، من المؤكد أن الخادم يعلم بأننا سنأخذ حذرنا جيدا ونحتاط . على أية حال لن نستسلم ، وصلنا إلى مديرية الأمن وسلمنا البرقية للضابط ، قصصنا على مسامعه ما لاحظناه بزيارتنا لسيدة الفيلا ، التي تخفي وراء نظارتها السوداء ألف ألف قنلبة قابلة للإنفجار في أي حين . همهم الضابط ببعض العبارت ، فإندثرت كلماته من ثغره كالسهام مخترق كل محيطات الامعقول . قال : سيدة الفيلا يبدو أنها ليست والدة ساندي هذا الإحتمال وارد جدا أتكلم من منطلق خبرتي في المباحث ، لا يوجد أم في هذه الدنيا حتى لو كانت مجرمة إلى واهتز قلبها لأولادها ، إذا سيداتي / سادتي الأمر في غاية الخطورة . غدا سنستمع ماهو السر الذي يكمنه الخادم في جعبة شدقيه . هذه أول الخطوات التي سنتصرف على أساسها . في اليوم التالي ذهبنا إلى بيت الخادم وكان يوم عطلته ، حيث أدركنا قريته قُبيل غروب الشمس ، وعندما بلغنا الهدف وإذا في القرية حداد الكل يصرخ وتعالت حشرجات البكاء ، يا للهول الخادم وجدته زوجته في اسطبل فرسه مقتولا واسنان المنجل مخترقة ودجه . جلسنا بقرب المعزين و الأقارب نأخذ بالخاطر حتى خرج أخر ضيف من بيت الخادم المغدور ، تحدثنا إثرها إلى أرملته فطلبت منا أن نصطحبها إلى مكان غريب جدا قبل ذلك لتتأكد من صحة حديثنا عن الموعد المسبق مع زوجها المغدور طلبت منا الورقة التي خطها الخادم بيده لنا . قرأتها اطمأن قلبها فاصطحبتنا إلى حيث تبتدأ نهاية الحكاية المُعضلة . يا إلاهي المكان مخيف يشبه المغارات ، داخل الإسطبل تحت التبن تتوسطه بوابة أرضية لها سلالم تأخذنا لمخبأ سري تحت الأرض ، لحقنا بها نحمل سراجا لشدّة دُجنّة المَرْبَع ، طبعا لم نكن بمفردنا أنا وسيدة المباحث بل رافقنا ضابطين متنكرين بزي قروي لإزالة أي شكوك ، وحفاظا على أمننا وأماننا . أدركنا الزاوية المستهدفة في ذلك المكان الخرافي الشمائل ، فاخرجت الأرملة من صندوق خشبي أوراق مصفرة لعتقها . قالت : ربما سالقى حتفي كزوجي ، لكن الإحتمال ضعيف لأن الرجل المرموق (( والد ساندي )) لا يعرفني ولا يعلم أن خادمه متزوج لأنني الزوجة الثانية زوجته الأولى أختفت بعد موت والدة ساندي . أوقفتها في الحال عند عبارة (( موت والدة ساندي )) قلت : ما.......ذا واااالدة ساندي توفيت ؟؟؟؟ كيف ؟؟؟ أجابت الأرملة : لا أحد يعلم فقط ما وصلني من زوجي قبل وفاتها أنه يخشى عليها كثيرا وفي حناياه شعور كبير بأنها ستقع بين أضراس الذئاب ، لكن لم نكن نتوقع موتها بهذه الطريقة السريعة ، هي كانت تخبر زوجي كل شيء لأنه كان خادم والدها فاصطحبته معها إلى بيت الزوجية ، واختارته عرابا لساندي لأنه المقرب إلى قلبها . قلت : إذا والد الساندي الرجل المرموق تزوجها على طمع لحالتها الإجتماعية الثرية ... ؟ قالت : والد ساندي احترقت به سيارته وهبطت من الطريق إلى منحدر الوادي ولا أحد يعلم من قتله لأنهم وجدوا رصاصة في رأسه وقيد المحظر ضد مجهول . قاطعها زميلنا قال : أين تعرفت والدة الرهينة على زوجها الثاني ... ؟ قالت : لا أحد يعرفه ربما زوجي كان يعلم أكثر فخشي علي من المجهول لم يقص علي كل الأحداث وأنا لا أتقن قراءة الفرنسية . قال : الفرنسية ... ؟؟؟ لما بالفرنسية وأين ستقرأين . قالت : بين يديكم هذه كل المستندات التي سجلتها الأم قبل وفاتها واستأمنتهم بين كفي خادمها وعراب ابنتها ، وها هو يدفع ثمن السر الذي كان مكنون في صدره وعلى الورق . صمتنا جميعنا ذهولا مما سمعنا ، ثم طلبت الزميلة من الأرملة أن تؤّمن نفسها وأن ترحل من هذه القرية حتى لا يعثر عليها المجرمين ولا يشتموا رائحة الموضوع أو المستندات . خرجنا في منتصف الليل وأهل القرية نيام هاتفنا ضابط المباحث فتلقينا منه الأوامر باصطحاب أرملة الخادم إلى قرية بعيدة بعد أن أعدت محتجياتها ، مبدأي أسكناها في نُزُل لننظر في حالتها فيما بعد . اتجهنا إلى المدينة قاصدين مقر المباحث حيث هناك ينتظرنا الضابط بفارغ الصبر . وصلنا فأوجزنا على مسامعه ماذا جرى معنا ، وكانت خطوتنا التالية هي أننا يجب أن نبحث وراء الرجل المرموق وبكل حذر لأنه معروف إعلاميا فلا نريد ضجة الصحافة الآن . أيضا سوف نحضر مترجما للمستندات التي حصلتم عليها ليحولها بلغتنا . هيا هيا إلى العمل ، أما أنت ميرا ستذهبين فورا للبيت راحتك مطلوبة فأنت لا زلت متع......قاطعته قبل أن ينهي الكلمة ....بة . قلت : لا مستحيل أن أذهب للنوم الآن كيف سأغمض عيني !!!! ونحن على أدراج فك اللغز الكبير ، لكن عندي سؤال مهم سيدي ، كيف أخفى الخادم أمر زوجته الثانية ...؟ وإذا كان صاحبنا المجرم بهذا الذكاء الخارق كيف يمرّ أمامه أمر كهذا ولا يفتش فيه ...؟ قال : أنت ذكية جدا سؤال وجيه ، يجب أن تعلمي ليس هناك جريمة مكتملة الأركان إلا وسيقع القاتل في شر أعماله . والأن أريحي دماغك من التفكير ، ..... ههههه ..... يكفي ثرثرة هيا أدخلي مكتب زميلتك هناك متكأ خذي قسطا من الراحة . ضحكت . وقلت : حسنا قبلت ، بالإذن سيدي . ألقيت جسدي كجثة خامدة لا أعلم كم من الساعات غفوت ، صحوت مذعورة من صوت زميلنا أقبل هارعا . قال : سيدي سيدي وصلنا تقريبا إلى ماضي الرجل المرموق ، سنذهب إلى بلده القديم مسقط رأسه لقد عرفت من أين هو ، هناك سوف نعلم كل شيء . قلت : حسنا سنتحرك ليلا دون إحداث أي جَلْجلة استعدوا وسأكون على رأسكم في هذه المهمة . نظر الضابط إلى النافذة ضاربا كفه بالأخرى ... متمتما (( ستقع أيها الوغد .... أخيرا سيُهدم الصرح على رأسك الذي صنعته من النهب والإجرام )) و جاءت اللحظة الحاسمة ، ويا للهول ماذا يستطيع بني البشر من الفعل إن ماتت ضمائرهم . إلى اللقاء مع
قصة (( الرهينة .... الليلة الغامضة ))
تابعوا معي الجزء السابع
حقوق النشر محفوظة رقم الايداع 10\50 المانيا \كولن
حقوق النشر محفوظة رقم الايداع 10\50 المانيا \كولن
بقلمي ..../ خوله ياسين
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني