NR7 الجزء السابع (( من قصة ــــــــــــ الرهينة ..... الليلة الغامضة )) بقلمي .......... / خوله ياسين ... ............... اليوم التالي في منتصف الليل تحركنا من مقر الرئاسة للمباحث وكلنا أمل أن نحظى بأجوبة على كل تساؤلاتنا . الغريب في الأمر أننا لم نتوصل لأي معلومات نستدل من خلالها عن إقامة ساندي ، هل هي مقتولة أم لا ، لكن شيء ما بداخلي يقنعني بأنها لازالت على قيد الحياة ، وأنها الكرت الأخير الذي سيحركه المجرم للخلاص من العدالة ، لذلك لن يتخلص منها بهذه السرعة . هذه القضية أخذت منا الوقت الكثير ودربها حافل بالأشواك والمفاجآت . وصلنا إلى مسقط رأس الرجل المرموق على حسب الخطة المرسومة لقد تصرفنا ، تفرقنا إلى فوجين لنعبر من مدخلين مختلفين للقرية عندما أدركنا صدر المكان ، توقفنا عند مقهى صغير مبني من أعواد القصب جدرانه والأرضية ترابية . الناس هناك بسطاء جدا وفي غاية الكرم والإستعداد للمساعدة . خرج الضابط من السيارة وجلس على كرسي أمام المقهى طالبا كوب من الماء ، عندما أحضر له صاحب المقهى الكوب جلس مقابله ليتحدث مع الضابط والفضول نخر عينيه الجاحظتين في طاقم رجال المباحث القابعين في السيارة . (( للتنويه أننا نرتدي ملابس عادية جدا )) ليس لها علاقة بالزي لرجال المباحث والجنايات . لم يستطع القَهوَجيّ على الصبر فذرف أنفاسه تتلقط الأخبار لتنطق شفتيه بما يتغلغل في حشاه من أسئلة . صاحب المقهى : أنتم من أين أشكالكم تقول أنكم أغراب عن هذه القرية . لم أرى أحد منكم هنا من قبل . الضابط : نعم نحن رجال أعمال نوَد شراء قطعة أرض لبناء مستوصف لأهالي القرية ، سيكون العلاج فيه شبه مجانا . القهوجي : هل أنت جاد فيما تقول ...؟ الضابط : أجل ولما لا إنني أملك ثروة طائلة وأريد أن أصرفها في الخير ومساعدة المحتاجين . القهوجي : بارك الله فيك وفي مالك . همس بينه وبين نفسه يتمتم بصوت خافت ولكن خانته حباله الصوتية فارتفعت شتائمه ليستمع له الضابط . فالتفت نحوه . الضابط : ما بك يا رجل تتحدث مع نفسك أراك تملأ من الوهن أقداح . القهوجي : نعم سيدي أنت ليس كالملعون رجل التلفاز المرموق ، الذي كبر على أكتاف أهل بلده سرقهم ونهب أموال المحتاجين بالبلطجة وتكبر عليهم بعد أن كان مُهْتَرِئ الملابس صعلوك متسول . الغريب في الأمر أنه تزوج الأميرة الحسناء أرملة الرجل الفاضل الذي كنا نحترمه ونحبه جدا كان رحيم القلب طيب الطباع أصيل . الضابط : ما الغريب في الأمر عادي جدا ..... ؟ القهوجي : نعم عادي إذا كانت الأوضاع بينهما عادية . الضابط : كيف أفصح أكثر . القهوجي : اقترب الي لا أريد أي أحد يستمع ويعلم ما سأخبرك ، كانا خصمين واحد طيب الأخلاق ، والثاني رديئ الأخلاق ، طيلة حياته كان يغار ويحسد ويحقد على المرحوم لرقيه وثرائه وعلمه ، وفي يوم زفافه على الأميرة الحسناء الثرية كان هو ورفاقه عند صالة الإحتفال ، وهدده بكلمات إجرامية قال له على مسمع بعض أصدقائهم (( يوما ما سوف أقتلك وأتزوجها و أنعم بنقودك أيها الثري المغرور )) ثم انصرف ليعربد في حانة الرقص التي يلتقي فيها ليلا مع أصدقاء الشؤم . الضابط : آآآآآآه هكذا إذا .....!!! القهوجي : ما هو ....؟ الضابط : لا عليك لا تكترث للأمر ، فقط تذكرت أننا على سفر وسنموت جوعا أين مطاعمكم ... ؟ ثم ربت الضابط على كتب صاحب المقهى ... ومازحه قال : دلنا على مطعم جيد لا تكن بخيلا هههههه القهوجي : يا سيدي أنتم تأمرون تفضلوا ، سأقول لأمي أن تعد لكم أفخر مأكولات قريتنا . الضابط : ههههههه لا لا ليس لدينا وقت ، سأضع العرض المغري في ذهني و أعدك سترانا مرّة أخرى . ثم مدّ يده في جيبه ، ناوله نقودا ليشرب الشاي والقهوة ضيوف المقهى تلك الساعة مجانا ، فرح القهوجي ودلنا على مطعم قريب ، صعد الضابط إلى السيارة كدنا نتحرك حتى توقف فجأة وعاد إلى المقهى ، ثم أخرج من جيبه صورة كانت في مستندات والدة ساندي ، وسأل القهوجي ما إن يعرفها أم لا . الضابط : أعتذر لقد أعطاني صديقي هذه الصورة و طلب مني أن أسأل عنها في قريتكم والقرى المجاورة لكم ، كان يحبها كثيرا وافترقت دروبهم ، أنظر فيها جيدا أتعرفها ....؟ ذهل القهوجي عندما أدركت عينيه الصورة وفتح فاهه وكأنه يريد ابتلاع موجة من إعصار قادمة نحوه . القهوجي : يا إلاهي ... !!!! من هو صديقك ؟ ومن أين تعرفون هذه الفتاة ....؟ الضابط : صديقي رجل مهم جدا تعرف عليها في إحدى الحنات ، كانت تقضي أمورا وتشتري بعض الإحتياجات ، فعزمها على الغداء وبعد أن انتهوا رحلت ومن ذلك اليوم وهو يبحث عنها . هل تعرفها ...؟ القهوجي : أحمد ربك أنه لم يعثر عليها ، إنها سوء لكل من تقترب منه ، هذه دمية الرجل المرموق ، أتفهمني ...؟ كانت كظله ترافقه في كل مكان و أحيانا كانت ترقص على الطاولات مع المُومِسَات ، كانت تضرب والدتها وتأخذ نقودها لتشتري النبيذ للمتسول حبيبها .... ماذا أقول (( الرجل المرموق )) الآن في وضعه هذا ...!!! يستحيل أن ينظر لهذه الشاكلة من النساء ولو أنها على شاكلته . بعد فترة رحلت من هنا وهو رحل ولا أحدا يعرف لها طريق . بعدها بأيام قلائل فقدنا والدتها لأنها غابت عن أعيننا أيام وجدناها ميتة في فراشها ربما قتلها الحزن من عار ابنتها . الضابط : لا حول ولا قوة إلا بالله ، نعم شيء محزن للغاية . إذا صديقي نعتذر يجب أن نذهب الآن إلى اللقاء . تمتم الضابط في صوت منخفض وهو يخطو نحو السيارة يقول ´´ ´´ لو تعرف من هي الأن وكيف تعيش ´´ ´´ تحركنا متجهين إلى المطعم ، نأ قسطا من الإسترخاء نملأ معدنا التي أصبحت تغرد كالعصافير من الجوع وطول السفر أيضا لنفكر ولنرسم خارطة نخطط على إثرها يدور محمور مسارنا القادم . قرر الضابط بإحضار إذن من النيابة العامة لفتح قبري والد الرهينة ووالدتها الحقيقيين هذه أهم الخطى . من ثَم يتم القبض على المجرم لكفاية الأدلة والبراهين إذا إكتشفنا كيف قُتِلا والأمر ليس سهلا أبدا وهذه مهمتي لإقناع سرايا المحكمة بأهمية إذن النيابة بحفر القبرين لهذه القضية . قبل ذلك كله قررنا شراء أرض صغيرة باسم الحكومة تمويهية ، لنبعد شك القهوجي الذي حتما سيتسائل وتكثر ظنونه ، ولنتمركز في القرية دون هواجس وتخمينات القرويين . لتكون خطتنا محكمة يجب أن لن نترك فاردة أو واردة إلا و وضعناها في مكانها المناسب ، طبعا طاقم المباحث سيتغير والضابط وخاصة أنا لا يجب أن نظهر في الصورة . اليوم التالي ذهبت أنا والضابط وزميلي المحامي إلى سرايا المحكمة لنقنع القاضي بالسماح لنا بحفر القبرين و أن يختم لنا التصريح بذلك . بعد ساعات من إجتماع مغلق ودراسة كل الأمور ، إقتنع القاضي و سرح بالحفر . علم والد ساندي المزيف أو(( الرجل المرموق )) بالأمر ولكنه لم يتفوه بكلمة ، أقبل إلى مقر المباحث متصنعا الحزن وأنه يريد معرفة آخر مجريات الأحداث . لمحني في دهليز المبني فجاء يرمح بخطوات سريعة نحوي ، وينادي باسمي . الرجل المرموق : ميرا ... ميرا ابنتي انتظري . ميرا : أهلا وسهلا سيدي . كيف حالك ..؟ الرجل المرموق : بخير بخير ... أعتذر عزيزتي لم أسأل منذ فترة عن القضية ، هل علمتم شيء عن ساندي ...؟ ميرا : لا يا سيدي ، كيف سنعلم والمجرم القبيح لم يتفوه بكلمة واحدة إثر زيارتي له في سجنه ، بل سخر منا . بدت على وجهه علامات الإرتياح ، وكأنه كان واثقا من كلابه ، أنهم أوفياء له . نظرت له باشمئزار وفورة غضب تتملكني يا إلاهي كم أرغب في لكمه أو صفعه . الرجل المرموق : أها .. أها ، نعم كيف سيخبركم وهو متأكد أنه سيعدم ليس لديه ما يخشى عليه . ميرا : صدقت سيدي . الرجل المرموق : إذا أعتذر منك ابنتي سأذهب لمكتبي لدي اجتماع مهم . ميرا : تفضل سيدي ، وإن أصبح في حوزتي أي معلوماتي سوف أخبرك بها ، لن أبخل عليك . تعتصرني موجة من الإحتدام ، لكن يجب أن نكمل الدرب إلى نهايته ، وأنا أحدث نفسي وأتسائل أي نوع من الأقنعة يرتدي هذا حتى جاء الضابط يتحدث إلي . الضابط : حدسه في مكانه يا له من ذئب ، يجب أن نحتفظ بالسرية التامة ، اليوم سنذهب للحفر وإحضار الجثتين . سأبلغكم فور عودتنا . ميرا : نعم سيدي وفقكم الله سننتظركم بفارغ الصبر . ياااااااا الله كم اشتقت لأمي ، أنا أهاتفها كل يوم لكن هذا لا يغنيني عن أحضانها ، ومائدتها الشهية ، وعينيها المملوءة بالحنين . فقررت أن أذهب إلى أمي ، أحضر ملابسا أخرى و أسلم عليها ثم أعود فتكون مهمة الضابط في الحفر قد انتهت . ركبت سيارتي متجهة إلى بيتنا ، وفي الطريق و أنا سائقة شدّ انتباهي في المرآه الخلفية أن هناك سيارة تلاحقني خفضت السرعة لأبقى بين السيارات على إشارات المرور حتى لا أعبر الزقاق الخالية من الناس ، هاتفت الضابط فأرسل سيارة شرطة ورائي ، وأن أتصرف بهدوء وأكون طبيعية جدا . في قرارة نفسي شعور بالعودة إلى مقر المباحث ، عتراني الخوف فخشيت أن أقع في مكر ملاحقيني ، أوقفت سياراتي عند حانة لشراء بعض الملابس ثم آلَيت إلى عملي وسيارة الشرطة ورائي دون أن أنظر إليهم أو أكلمهم . بعد وصولي بساعة تقريبا عاد الضابط ، ومعه التابوتين سلمت الجثتين لقسم التشريح ، والآن ليس علينا إلا الإنتظار أيضا نترقب ترجمة مستندات والدة ساندي المكتوبة بالفرنسية . الساعة الكبرى تقرع أجراسها على أبواب الفضول ، الكل في لحظات توتر وتكهن ما إن القضية ستفك فتيلة حبالها أو سنغرق في بحر الغموض أكثر فأكثر . إبقوا معنا سنرى الأحداث ما قبل الأخيرة في الجزء القادم ويا لها من مفاجآت أذهلتنا . إلى اللقاء مع
قصة (( الرهينة .... الليلة الغامضة )) تابعوا معي الجزء الثامن بقلمي ........../ خوله ياسين
حقوق النشر محفوظة \رقم الايداع \المانيا \كولن\10\50
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني