( نِدَاءُ الأسِيْرِ )
ثَلاثُوْنَ عَامَاً بِقَبْوٍ صَغِيْرِ
تَمَدَّدَ عُمْرِيَ فَوْقَ السُّطُوْرِ
ظَلامٌ وجُرْحٌ وَلَيْلٌ طَوِيْلٌ
وَدَمْعٌ على وَطَنٍ في القُبُوْرِ
ـــ..ـــ ـــ..ـــ
نَعــَمْ وَطَــنٌ فــي الــقُــبُـوْرِ
أنَا وَطَــنٌ فــي الــقُــبُـوْرِ
ـــ..ـــ ـــ..ـــ
لأنِّي حَمَلْتُ على كَتِفَيَّ
بِلادِي أُسِرْتُ بِسِنٍّ صَغِيْرِ
ثَلاثُوْنَ عَامَاً وَما زَالَ ثَوْبي
يَليْقُ بِهذا القِوَامِ الكَبِيْرِ
كَبِرْتُ على سَوْطِ سَجَّانِنَا
وَإنْكَارِ تَقْرِيْرِنَا للمَصِيْرِ
فَأصْرُخُ فِيهِ بِصَوْتٍ جَهُوْرِ
بِأنَّ التُّرَابَ اسْتَضَاءَ بِدَمِّي
وَأنِّي إلى القُدْسِ أُبْصِرُ نُوْرِي
فَيَعْزِلَنِي الوَغْدُ في غُرْفَةٍ
وَحِيْدَاً وَيَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيْرِ
فَخَمْسُونَ عَامَاً عِقَابُ انْتِمَائِي
وَخَمْسُوْنَ أُخْرَى عِقَابُ الضَّمِيْرِ
***** ـ.ـ.ـ.ـ ******
ظَلامٌ وجُرْحٌ وَلَيْلٌ طَوِيْلٌ
وَدَمْعٌ على وَطَنٍ في القُبُوْرِ
ـــ..ـــ ـــ..ـــ
نَعــَمْ وَطَــنٌ فــي الــقُــبُـوْرِ
أنَا وَطَــنٌ فــي الــقُــبُـوْرِ
ـــ..ـــ ـــ..ـــ
وَرَغْمَ الظَّلامِ وَقَهْرِ السِّيْاطِ
وَتِلكَ السِّنِيْنِ وَمُرِّي المَرِيْرِ
أنَا صَامِدٌ أقْرَأُ الخَوْفَ فِيْهِم
وَأنَّ لَدَيْهِمْ يَقِيْنُ الفُتُوْرِ !
وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أدْرِي بِأهْلِي
بِشَعْبِي المُرَابِطِ فَوْقَ الثُّغُوْرِ
وَلَمْ يَنْزِفِ الدَّمْعَ إلا لأُمِّي
تَوَحَّشْتُهَا في عُيَونِ البَصِيْرِ
تَوَحَّشْتُهَا في جِدَارِي الضَرِيْرِ
بَأخِرِ طَبْعَةِ وَجْهٍ نَضِيْرِ
بَكَتْ وَهْيَ تَعْلَقُ فَوْقَ ذِرَاعِي
تَقُوْلُ لَهُمْ إتْرُكُوا لي صَغِيْرِي
ظَلامٌ وجُرْحٌ وَلَيْلٌ بَهِيْمٍ
وَدَمْعٌ على وَطَنٍ في القُبُوْرِ
ـــ..ـــ ـــ..ـــ
نَعــَمْ وَطَــنٌ فــي الــقُــبُـوْرِ
أنَا وَطَــنٌ فــي الــقُــبُـوْرِ
ـــ..ـــ ـــ..ـــ
ثَلاثُوْنَ عَامَاً أُحَاوِلُ فِيْهَا
قِرَاءَةَ نَفْسِ الشَّهِيْدِ الأسِيْرِ
أُكَلِّمُ في وَطَنِي دَاخِلِي
وَدَبِيْبُ الخُطَا في هُجُوْمِ الصَّرِيْرِ
كِلابُ الحِرَاسَةِ تَغْتَالُنَا
لِأَنَّا بِحِضْنِ الحَبِيْبِ المُجِيْرِ
يُحَاسِبُنَا الوَغْدُ في حُلْمِنَا
عَنِ الحُبِّ للقُدسِ دُوْنَ سَرِيْرِ
فَيَصْلِبُنَا في بَرُوْدِ الجِدَارِ
وَيَشْتُمُنَا بِكَلامٍ خَطِيْرِ
رَخِيْصٌ يَسُوْقُ إلَيْنَا القِحَابَ
لِيُبْطِلَ فِيْنَا صَلاةَ الأسِيْرِ
وَلَكِنَّنَا لمْ نَزَلْ في صُمُوْدٍ
وَأصْغَرُنَا اسَدٌ في المُغِيْرِ
وهذا بَيَانِي لِشَعْبٍ جَسُوْرِ
ـــ..ـــ ـــ..ـــ
ظَلامٌ وجُرْحٌ وَلَيْلٌ بَهِيْمٍ
وَدَمْعٌ على وَطَنٍ في القُبُوْرِ
ـــ..ـــ ـــ..ـــ
نَعــَمْ وَطَــنٌ فــي الــقُــبُـوْرِ
أنَا وَطَــنٌ فــي الــقُــبُـوْرِ !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد خالد النبالي
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني