الفخُّ التمهيدي : كلفة باهظة بلا انتصار ..لقلم فاطمة جيرودية!

أحاسيس مبعثرة 

لا أريد أن أكون امرأة من هذا الزمان

 ليس هذا عقلي لست ممن يبتغي الأثمان 

أنا امرأة آتية من عالم أزلي 

خرجت من شقوق السنين 

وجراحات الزمن الرديئ 

لست أملك الشجاعة التي تملكها كل نساء الأرض ..

لا أملك معرفتهن..

 ولا ميولهن الأنثوية ..

لست أريد زوجا ..

ولا طفلا ..

ولا بيتا..

لا أريد تاريخا..

 ولا قصة حياة ..

ولا حتى عنوان ..

لا أريد أن أبصر الجمال..

لا أريد أن أتكلم ..

ولا أن أفعل الأفعال ..

لا أريد أن أسابق الوقت ..

ولا أن أشعر أحدا بحضوري وكياني ..

لست عاشقة..

ولست أدندن بإسم الحبيب ..

ولا  أريد أن أقف في طريق يهواه العشاق ..

لا أريد أن أكون مستثناة ..

ولا متفردة .. 

ولا أريد أن يعجب بي أي انسان ..

لا أريد شم عبق الزهور ..

ولا هب النسيم ..

ولا قطرات مطر تشفي صدر العطشان ..

لا أحتاج للمعاجم ..

ولا مجلدات المعرفة..

 ولا أريد شهادات علمية ..

ولا شهادات طبية ..

ولا حتى في الأديان 

لا أريد أن أدرس علم الرياح ..

ولا علم الأفلاك .. 

ولا حتى جرم صغير بوزن الأكوان ..

لا أريد الدنيا ..

ولا أريد سفينة تتأرجح بي إلى جزيرة الحيتان ..

لا أريد بلاد الشرق .. 

ولا بلاد الغرب ..

ولا أريد كثبانا رملية ..

ولا حتى شطئآن ..

لن أحقق المحال .. ولا المتوقع ..

لا أريد أن أكون حكاية تروى ..

ولا رواية بلا نهاية..

 ولا قصة قصيرة تنتهي عبر الأزمان ..

فأنا امرأة أقبض على الجمر ...

ولا أريد أن أكون سوى مجرد إنسان ..

 مريم الحسن / السعودية