ثم ماذا...
((ولسوف يعطيك ربك فترضى))
أفكر قليلآ في كل الذين أحببناهم فغادرونا وصفعتنا الريح جميعاً ...
في حب قديم أولي كانت شجرة توت فارعة تنتصب عـــ نافذة شباكه ... وصباحاته ... كنت أحلم أن أصير ثمرة فيها ...
علي أسقط سهوآ على الأرض فأنبت شجرة أزلية ...
ونصبح أنا وطلوع الشمس قدره ...
هي الحرب تأكل حتى تفاصيل ذاكرتنا وذكرياتنا ...
لا أظن شجرة التوت نجت ...
ومعها صفعت الريح كل تلك العصافير التي كانت تذكرني
كم كنا أطفال سذج نرى الحب ... أغنية وقبلة ومشوار في شتاء دمشق ...
ثم ماذا ...
تعريف استثنائي للحضور : هو أن تقتلع أحدهم من قلبك ... وتشطبه من ذاكرتك ... وتمزق كل التواريخ والأرقام والصور التى كانت ممتلئة به ...
فيغدرك اللاشعور... يغدرك الحلم وتراه على هيئة ظل ... صاحب الظل الطويل ...
تدرك صوته جيداً ... تتذكر شاماته جيداً...
تستيقظ ... يملؤك البكاء ... تشتم ... تصرخ ساخطآ ...
لكن لا أمل ...
من يزورك في حلمك هو أقرب الماثلين في روحك مهما أنكرت ...
تقبل الأمر وابتسم ... من قال اللقاء قد يكون في شارع
أو طريق .. أو جبل .. أو بحر...
وخير دليل أحلامنا العميقة ...!!!!!
ثم ماذا ...
يوماً ما إن هرمت سأصبح عرافة تربط شعرها بشريطة ساتان ...
وتضع الكحل كهوية ...
تفتح نافذتها للشمس علها تعيش أكثر لتزرع ورد أكثر...
وتهدي الموسيقا للمنسيين ...
وكلما جاءها زائر يبحث عن تميمة أو كذبة يتعلق بها ...
سأقرأ خطوط يديه بشغف وكإني ألمس خارطة البلاد ...
وأنظر إليه بعينين يتطاير منهما الفرح ... الحب في طريقه إليك ... لا تخذله كي لا تغرق ...
إن أردت النجاة أحمي هذا الوليد الذي في طريقه إليك ...
هو الحب إن أدركته أدركت الحياة ... وإن خذلته أخذك الطوفان ...
نعم ...
((ولسوف يعطيك ربك فترضى))
ناريمال نصار
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني