شاعر ووطن في غياب
ياذاك الشاعر الحزين..
أنا وأنت نحلم كما يحلم الصغار..
أتذكر كم خربشنا على الجدران ؟
كم حاولنا أن نسرق من السماء ألوان قوس قزح لنرسم حلمنا
رغم جسد الغياب؟
رسمنا على الصفحات ملامح شوق..
رسمنا فرح الشمس
رسمنا قلوب حب
كنا نلونها باللون الأحمر
ولم ننس ذاك السهم وتلك الدمعة..
رسمنا بحر
مابالها المراكب أضحت بلابحر ولاشراع؟
حتى القصائد أضناها الذبول ..
والحروف أضحت كأشلاء على السطور..
من سرق بسمتنا ونثر اليباب على الشفاه؟
من جعل بحور الكون عطشى؟
من سرق الفرح؟
النبض؟
العيد وابتسامة البراءة؟
من مزق جدائل الشمس؟
من سرق من المشهد الفصول وكل التفاصيل؟
آلام مبرحة تبعثرنا..
شهقات..
بكاء..
وحلم بائس..
سبعون عاما والملامح بلا ذاكرة..
صمت طويل..
نذبح بكل برود
بلاهوية نحيا
سبعون عامأ تُغتال الأحلام..
تؤرقنا الأوهام..
خيبات متتالية..
ضفائر العمر احترقت
وشاخ النبض ونحن في متاهة..
نمضي نحو السراب ..
نصلي في معابد الشقاء..
الثرى متلهف وجائع
ونحن مازلنا نعشق الغياب
هيفاء محمود السعدي
توثيق عشتار برس الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة
27/12/2017
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني