كما تصوّرت غيابك..!
يعصف كالريح في رئتي..
بين تجاويف الضلوع..
أمام صقيع الكواكب..
غمامة الغموض..لحب عابر..
كشجرة خضراء أحرقت أغصانها
وذرفت أوراقها ...دموع..
كفراشة حالمة تتراقص أجنحتها
فوق اشتعال الشموع..
يتناثر حبك في الفضاء,كالصدى..
مثل طلقات نارية تنفث حمماٌ بركانية..
كزنجي أسود,يصلي ركعته الأخيرة
عند معبد مهجور,تشققت مفاصل
عظامه من الركوع..
أحصي مسافات الفراق لانحناءات رأسي..
أعلّقها على نخلة الوقت,عند ضجيج العتاب..
أقف كتمثال محنّط من طين القروح لرصيف الشجن..
أبعد هاجس لقاءك..
تضمني ذراعيك في مفترق الحنين
أزحف اليك ..
بكل حماقاتي ,كبريائي,قمم انكساراتي..
بكل ماأوتيت من حزن وخيبة قلب..
مثل بجعة بيضاء تميل على ورود بستان
تثرثر حكايتها للسنابل..لدالية عنب..
تترنح كقوس قزح,أمام بكاء البلابل..!
أتبع طيفك لسرداب مدينة منفية,
تطل على الليل..
عند أرقي المعلّق في سقف السماء..كالثريا
تقفز أمام عواصف جفاءك
لجنّة من هلام..تتشح بسندس الألم..ومنحدرات بهتانك..
أصل كهف أحزانك المتراكمة على صفيح الأوهام
أسقط كالمطر...على قضبان نافذتك
المسيّجة بأشواك أهدابك..
يقهقه عصفور على الشجر..يهزأ من غيابك..
أحملّق في أفق عينيك
قلق يسرّع من نبض شرياني..
في ضوء قاتم,لسفوح متعرجة عند ناصية جبيني..!
طائر العنقاء يشهد عاصفة ضياعي..
في وحل الطريق..
لأملاح صخرة
تجثو فوق صدري..
أصافح ظلك عند منحدرات الفراق..
تسحبني من يدي لشواطىء بعيدة ..
ألمح أمواج شعرك تلفح وجهي..
وظلمة حدقتيك العسلية تعبث بأهدابي..
أحتضن طيفك ...يحضنني..!
تعانق أصابعك الموتورة..خصر الفراغ!
في خيالات أرواح شريدة
تسبح في السراب ..
تحملني بذراعيك ماوراء السحاب
تنثر عبارات الغرام في ثقوب سوداء متراصة!
تذوب تحت أشعة الشمس..
وتنسى قصة الأمس..
كقافية قصيدة..
لذاكرة مبعثرة..
بكلمات قاتلة..
يدفنها تراب الانتظار..
عبارات مزيفة..
تبعثرها البحار..
يبتلعها في الظلمات
حوت " ذي النون"..
يتلاشى طيفك من بعيد..
يلّوح بكّفه للظلال ..
ويبتعد...يبتعد...
يعلن الانسحاب ...من تخثّر دمٍ
يسيل من وريده!
# فاديا #
# Fadia Nasser #
/ توثيق عشتار برس الإخبارية / جميع الحقوق محفوظة /
12/2/2018
/ توثيق عشتار برس الإخبارية / جميع الحقوق محفوظة /
12/2/2018
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني