العنصرية للكاتبة الإعلامية /غادة رحال
بقلم الاعلامية غادة رحال
العنصرية هي مرض مستشري في كل المجتمعات، وهي لا تؤذي فقط الشخص الذي تتم التفرقة بحقه لاختلافه عن الاخر مما يؤدي الى عزلته او الى حرمانه من ممارس حقوقة كسائر المواطنين ، بل انها أيضاً تعرض الشخص الذي مارس هذه العنصرية على الغير واستمتع بالتمييز والتفريق بين البشر على اساس اللون او الجنسية الخفتجعله رهيناً لمعتقدات تضر بصحته وسلوكه وتؤثر عليه سلباً وتدمره نفسياً ،بل وأكثر من ذلك تمحي عنه صفة الانسانية وتجرده من الحس الاخلاقي والقيم لتلقي به في حفر عميقة من الجهل ليغرق بها هو نفسه
أن تحتقر الإنسان من أجل لونه أو أصله أو من أين جاء هذه مشكلة عالمية، انها مشكلة اخلاقية واجتماعية وآفة خطيرة تؤدي بالفرد والمجتمع للمزيد من الانزلاق في مستنقعات وأفكار سوداوية قد تكون موروثة ومكتسبة منذ الصغر
ان علاج العنصرية يحتاج للكثير من الخطوات والمراحل حتى يتم الوصول الى النتيجة المرجوة والتي تتمثل بفكرة تقبل الطرف الآخر مع وجود جميع الاختلافات التي تميزه ولا يجب ان تعتبر عامل يستدعي النفور فكلنا من اصول مختلفة وبشرات متنوعة ولغات عديدة وطبقات متباعدة الا ان الذي يجمعنا على هذه الكرة الارضية قدرة ربانية بكوننا بشر، والعالم كله جميل بتنوعه ،والا لما خلقنا هكذا لنكون شعوب وقبائل عديدة ولنلتقي في شتّى المجالات
تختفي العنصرية فقط حين نتربى على فكرة احترام الاخر فيكون في اساس التربية التي نعلمها لأطفالنا وفي كل انحاء العالم مبدأ قبول الاخر، وان الجميع سواسية يستحقون الاحسان والمحبة دون انتقاص من مقام وكرامة احدهم وجميعهم فتزويدهم بهذه المعلومات منذ الصغر يعتبر عامل تربوي مفيد وفعّال ليبعد عنهم في الكبر اي تصرف وسلوك عدائي اتجاه من هو مختلف عنهم
كما ان الندوات والكتابات الهادفة والاجتماعية وفي المدارس والجامعات ولكبار السن من شأنها أن تأخذ العقل الى التأمل والتفكير بشكل جدّي ليعيد لكل انسان شعلة منيرة ويسترجع ذكريات تصرفاته ليقيّم مدى تطابقها للثقافة التي يكتسبها والتي تحثه على الرأفة والنضوج والوعي وتزرع لديه حب الاخر المختلف
وحتى ان تطبيق جميع الانظمة والقوانين بشكل صارم وعادل بين الجميع يعيد لكل فرد اعتباره دون تمييز بينه وبين الاخر وأيضاً يساهم بشكل كبير في ابعاد الانسان عن اتباع السلوك العنصري المؤلم والسيء
ليس انساناً من يرى الظلم والاهانة لأي كائن حي على وجه الارض ويقبل بذلك ،فكيف اذا كان لأخيه الانسان..السكوت والقبول يعتبران وكأنهما مشاركة في هذا العمل الجرمي اللاخلاقي واللانساني كل فرد يعبر عن طريقة رفضه بأسلوب معين فاللسان والقلم والشعر والكتب والدفاع والاستنكار كلها وسائل مفيدة وتبين عن محاولة الشخص بتغيير الواقع المرير كل حسب قدرته وطريقته ومكانه
عسى ان تتقارب شعوب العالم كلها من بعضها البعض وتتحد وتلغى العنصرية ليحل محلها العدل والمساوة فقط لا غير
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني