شوقي دمشق
شوقي دمشق ولي قلبٌ يهاتفني
في الليل يأتي لهيباً دامعاً خَفِقا
فأستظل بدمع الشوق يحرقني
سحرُالسناء بذاك الفجر إنْ نطقا
يغيبُ بي حُلُمِي في وسنةٍ عبرتْ
تلك الجبالَ و ذاك السهلُ قد غَرِقا
في لُجْةِ الزّهرِ يطفو العطر مبتسماً
والياسمين صدىً أسرارهُ فَتَقا
من لي إليها و أوجاعي تُمَزِّقُني
ذاك الحنينُ و جمرُ الروحِ ما افترقا
أنَّى التفتُ أراها جفنَ باصرتي
لا ثلجَ يُطفِئهُ من شوقهِ احترقا
كل الدروب الى الأحبابِ مغلقةٌ
إلَّا إليكِ فبابُ الحبِّ ما انغلقا
يا درةً في جذوع الدَّوحِ نابضةً
في التينِ في الحَوْرِ في الكرْمِ الذي اتسقا
في ضِفَّةِ النَّهرِ في تغريدةٍ سرحتْ
من شادنٍ ملأتْ أشواقُهُ الأُفقا
اما الرّوابي ففيها الوردُ يغزلهُ
ذاك النسيمُ إذا ما هبَّ واعتبقا
والزَّهرُ يغفو على أكنافِ وارفةٍ
إنْ شدَّه الوجدُ من شوق الدُّجى انطلقا
عبر الأثيرِ بخيطِ الطَّلِّ زنَّرهُ
ندىً تهادى على أهدابها هُرِقا
ذاك الجمالُ بدفء النور راودَهُ
قلبٌ تلظَّى و ما أبراهُ ما رمقا
إن جئتَ غوطَتها تلْقى الذي بسَمَتْ
له نفوس الورى من دهشةٍ طَرَقا
السندسُ الاخضرُ البسامُ مَفْرَشُهُ
ًوالسرو ظلٌّ على أغصانهِ رُشِقا
والطَّيرُ في عشِّهِ أوتارُهُ صَدحتْ
شدواً رقيقاً بما أعياه واتفقا
كم ذا أراها لصرف الدَّهر باسمةً
السيف يكلؤها من طامعٍ خَرِقا
لا لن تهوني فذاك الشؤمُ راحلةٌ
أيامهُ السودُ في ضحوِ السَّنا مِزَقا
و تستردينَ مجداً كنت مُهجتَه
وتُرتقينَ بعهدِ الحبِّ ما افترقا
لن يبلغَ الخنجرُ المسمومِ غايتَهُ
الخلدُ فيكِ أصيلاً ماجداً عَشِقا
هذي هي الشام يا أبناءَ جلدتَنا
نجمٌ ترفّع في عليائه سَمَقا
إنِّي على ثقةٍ و الله أكرَمَنا
لولا الشآمُ ربيعُ الزَّهرِ ما انفلقا
وذا هو الشوق يا فيحاء فانتظري
بابَ الرجوع لأرض الشام قد طُرِقا
الاردن .. اربد
الشاعر السوري
محسن الرجب
2018/1/10
/توثيق عشتار برس الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة
3/2/2018
/توثيق عشتار برس الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة
3/2/2018
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني