في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد إتاحة الفرصة أمام المهتمين بالشأن الثقافي والإبداعي والكتابة الأدبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضآلة المعلومات الشخصية عن أصحاب الإبداعات الثقافية عبر أنحاء الوطن العربي الكبير، لذلك فإن اللقاءات بهم والحوار معهم من أجل إتاحة الفرص أمامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الإبداع والكتابة ويتيح للجميع التعرف عليهم عن قرب والتواصل معهم مستقبلا
ويأتي هذا الحوار ليكون رقم ( 65 ) ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار
س:- كيف تقدمين نفسك للقارئ ؟
مفيدة بلحودي شاعرة تونسية عصامية من مدينة القيروان. مدينة الشّعر والشّعراء. نصّي هو حالة وجودية أعيشها. وهو كذلك عالمي القريب منّي. انفتح فيه على الانسان اينما كان. أحاول من خلاله أن ألامس الواقع بكل ما فيه من صعوبات اجتماعية وسياسية. ترجمت لي عديد النصوص الى اللغة الانقليزية والكردية وكذلك الامازيغية ونشرت بعدة مواقع عربية وعالمية
س :- أنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟
لي مجموعتان شعريتان:
بهرة الضّوء /1
عبير الغمام /2
ولي مجموعة شعرية ثالثة عنوانها "زنوبيا" من تقديم الشاعر القدير محمد عمار شعابنية. هي عبارة عن مخطوط شعري. سيكون هدية للمرأة العربية وتحديدا المرأة الريفيّة، التي تكافح من أجل لقمة عيش أبنائها فنجدها تشتغل خاصة في المجال الفلاحي في ظروف طبيعية صعبة
س :- متي بدات في كتابة الشعر؟ وهل تذكرين شيئا من محاولاتك الاولى؟
في البداية كنت اطالع كثيرا فقد اطلعت على عديد الآثار الأدبية التي لها مكانتها عربيا وعالميا مما اكسبني بعدها القدرة على الكتابة والتي كانت في مجملها محاولات قادرة على التطور والذهاب بي بعيدا في المشهد الثقافي
ولعل من بين النصوص التي مازلت عالقة في ذهني هي قصيدة "برميثيوس"
و"زوربا"
و"امرأة من زنبق"
وقد نشرت هذين النصين الأخيرين في مجموعتي الأولى "بهرة الضوء"
س :- هل وقف احد مشجعا لك علي الاستمرار ؟ ومن هم الذين تاثرت بهم في البدايات ؟
طبعا جميع اصدقائي هم من وقفوا الى جانبي وشجعونني بمواصلة الكتابة سواء من خلال الإرشاد وتقديم النصيحة او بالاطلاع على التجارب الشعرية العالمية ككل المبدعين تأثرت بعديد التجارب الشعرية القديمة منها والجديدة على سبيل المثال لا الحصر زهير بن أبي سلمى المتنبي ابو قاسم الشابي محمود درويش نزار قباني يانيس ريتسوس المنصف الوهايبي والقائمة تطول
س : هل لنا من نموذج من كتاباتك ؟
قمــــــــــــــــر
ثمّة قمر
هيّأت له سمائي
نهرا بلا موجات
رحل فجرا
دون وداعي
ويداه تغسلني
بأمطار شتّى
قال:
الفجر مثلي
قلت:
دام صباحك
بفجر ناعم
أرصّفه
كأزهار النّيلوفر
وأعلّقه شمسا
فوق الأمطار
ضحكتك ماء
وحمام برّي
تناثر في صخب اللّيل
حُلمًا
فضّي الأشواق
اعْتَدتُكَ كلّ صباح
تؤثّث فرحي
بجميع الألوان
واليوم
ما عدت تأتيني
فلا الأمطار
تراقصني
ولا الحمام البرّي
يتناثر فوقي
كأغنية
ساطعة بمياه القول
تتكسّر موسيقاها
على لهف رغبتنا
س :- أنت عضوة في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك - فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل المستهدف بين الاديب والمتلقي ؟
نعم انشر في عديد المواقع الأدبية العربية وكذلك العالمية من خلال نشر نصوصي المترجمة الى اللغة الانقليزية
وبطبيعة الحال لقد ساهمت الشبكة العنكبوتية في التعريف بنصوصي في كل المنابر الثقافية والانتشار خارج الوطن وكل ما أرجوه أن يقع تناول نصوصي من خلال النقد كي أتقدم وأضيف أكثر على مستوى بنية النص الفنية
س :- مشروعك المستقبلي - كيف تحلمين به - وما هو الحلم الادبي الذى تصبوين الى تحقيقه ؟
رغم مشاكل الوطن العربي وصراعاته التي لا تنتهي فاني استطيع القول بان لي مشروعا انسانيا بحتا من خلال كتابة قصيدة النثر ادعو فيها الإنسان ان يكون حرا ومناضلا من اجل افكاره وكرامته ووجوده ووطنه
س:- ايهما اصدق في كتابة الادب بشكل عام الرجل أم المرأة ؟
رغم السلطة الذكورية التي تطغى على مجتمعاتنا وثقافتنا العربية فإن المرأة استطاعت أن تنحت لنفسها كيانا ابداعيا مثلها مثل الرجل وعلى هذا الأساس لا يمكن فصل الابداع على مبدإ الجنس فكلاهما يكمل الآخر وكلاهما صادق فيما يكتب وكلاهما يعبر عن واقع اجتماعي وسياسي واقتصادي مازال مترديا وكلاهما أيضا واع تمام الوعي بقضايا مجتمعه والظروف العصيبة التي تمر بها أوطاننا العربية
س :-لكل مبدع محطات واضحة خلال مراحل الابداع - فما هي ابرز محطاتك من النصوص الشعرية التي كان لها صدى بين القراء مع ذكرها ؟
اجمل المحطات عندي هو طبع مجموعتي الشعرية الأولى "بهرة الضوء" سنة 2013 كان لها وقع خاص في قلبي فجل النصوص كانت جديدة تمثل مرحلة ما يسمى بالربيع العربي وقد كتب نص الغلاف الخارجي الشاعر التونسي الكبير د. منصف الوهايبي وقدمها الاستاذ جمال الدين الشابي ثم بعدها نشرت مجموعتي الثانية " عبير الغمام" سنة 2015. فكل مولود إبداعي جديد هو عبارة عن حياة جديدة تضاف الى تجربة الشاعر الابداعية
س : هل لنا من نموذج من كتاباتك ؟
خارج الفصول
***********
نلتقي خارج الفصول
مثل غيمة من الأقحوان
بارعة في الهطول
وارفة الماء والكلام
أيها الحب
هب لي
في ضجيج المنافي
أزمنة جديدة
أركن إليها
كلّما هزّني الشِّعْرُ
إلى قبلة عابرة
كما يحلم المتعبون
أقطف من ورودك.. لون البلاد
وأعود بنوارسي.. نحو موجك
المتلاطم
فوطني منذ الآن.. ضائع
في الهزيع الأخير.. من القلب
حطّت على نبضه
الرّيح والأسئلة
مملوء بالجثث
تساقطت فيه العروبة
كأوراق الخريف
وغابت عنّا أفكاره السّاطعة
س:- ما هي مشاكل الكاتب العربي - وما هي العراقيل التي تواجهه في نشر كتاباته والتواصل مع القارئ ؟
مشاكل الكاتب العربي عديدة لعل من أبرزها صعوبة ترويج كتبه داخل وخارج وطنه في ظل العزوف عن القراءة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعية واستخدامها من طرف فئة كبيرة من المجتمع وعدم استغلالها الاستغلال الامثل في القراءة والمطالعة هذا ما أدى إلى إنتاج واقع مبني على العنف وعدم تقبل افكار الاخرين هذا إضافة إلى السرقات الأدبية وغياب قانون واضح يحمي الكاتب من هكذا ممارسات.
كذلك غياب الدعم الحقيقي من طرف وزارة الثقافة للمبدع كي يساعده على العيش والإبداع كي يواصل مسيرته الادبية باقتدار. ثم أيضا هناك مشكل آخر ينضاف إلى هذه المشاكل إلا وهو عدم تفرغ الكاتب للكتابة فتجد جهوده مشتتة بين العمل هذا إذا كان له عمل قار لتوفير لقمة عيشه وكذلك لطبع إنتاجه الأدبي في ظل الأسعار المجحفة لدور النشر
س:- ما نوع الدعم الذى يحتاجة المبدع العربي ؟
المبدع بحاجة إلى رؤية ثقافية واضحة لدعم إنتاجه الأدبي وترجمته وإيصال صوته من خلال الإعلام الجاد للتعريف به كي يحلق بعيدا في سماء غير سمائه كإشراكه في المهرجانات العالمية لترويج أعماله
س:- كيف ترين المشهد الشعرى علي الساحة الادبية في تونس اليوم ؟
المشهد الشعري في تونس هو عبارة عن لوحات تتوهج فيها الألوان الشعرية بين مختلف التجارب كل يحاول أن يقدم أفضل ما عنده. رغم أمواجه المتلاطمة التي يختلط فيه الجيد بالرديء. عموما هو مشهد يتسم بالثراء والتنوع رغم صعوبة الوضع الثقافي والسياسي وكذلك الاجتماعي
س:- ارجو الا اكون قد ارهقتك بالاسئلة ؟ ولكني اظن انة كان لقاء رائعا - فما الكلمة التي تحبين ان تقوليها في ختام هذة المقابلة ؟
أولا أشكرك جدا الاديب المصري صابر حجازي على الحوار الشيق. كل ما أود قوله إلى كل الشعراء ان نعتصم بحبل الشعر والإبداع وأن نترك انانيتنا المفرطة جانبا وأن نكون صفا واحدا ضد رياح الإرهاب والفكر التكفيري
واختم بهذا النص
زوربا
صديقي زوربا
عانق البحر
وتهيأ للفرح
وارحل كما
السانتوري
ثمة موج يفهمنا
وسيدك ضائع
في سدول الليل
وحشي انت
كما البحر
ودمك شبقي
مثل ببولينيتك
تغرورق بالرقص
وتتصل بالازرق
كاجنحة الحرف
تنمو عند طرف الافق
أحبك زوربا
يلزمني معجزة
كي أجد مثلك
الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي
توثيق عشتار برس الاخبارية
جميع الحقوق محفوظة
27/3/2018
جميع الحقوق محفوظة
27/3/2018
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني