ashtarpress

وصف الموقع

وكالة الأنباء عشتار برس الإخبارية موقع إعلامي شامل , نسعى من خلاله للنهوض بالمشهد الإعلامي والثقافي في وطننا العربي وفي جميع القضايا الحياتية ، كما نسعى الى تقديم كل ماهو جديد بصدق ومهنية ، تهمنا آراؤكم واقتراحاتكم ، ونسعد بمعرفتها ، كونوا دائما معنا كونوا مع الحدث . تنويه : تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع وكالةالانباء عشتار برس الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت , ولأي سبب كان , ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ,او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الأنباء عشتار برس الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.


إعلان الرئيسية

طـوفـان الأقـصـى

النشرة الإخبارية

 أعيش في دمشق منذ خمس سنوات مدة ليست بكبيرة ولكنها كانت كافية بجعلي أحفظها بقلبي .. لا أقصد شوارعها ولا محالها ولا عباراتها الفذة على الجدران ولا إعلانات مطهر أولاد الصفوري المطبوعة على كل حائط فيها حتى إنها مطبوعة على باب مقبرة حيّنا تحسّباً إذا تزواج الأموات ليلاً فكما تعرفون الموت في دمشق كان عادةً ليست بيومية بل ساعيّة والتكاثر ليس فقط بالإنجاب وإنما بالموت أيضاً !

دمشق للكاتبة الأديبة إسراء أبو عجينة


للولادة قابلة وللموت قابلة أيضاً تزورنا كلّ يوم تفتش عن الأولاد وعن الشبان المراهقين والعجائز تفتش عمن يكرهونها فتأخذهم إلى مكانٍ مجهول .. وتترك أفئدتنا تتلوّع في غيابهم ..

مسكونة بالأشباح تلك الزوايا التي ترى فيها بؤس الناس جريئاً كأنه يوجه لك اتهاماً واضحاً بأنك السبب .. في الحقيقة كلنا كنا وسنبقى سبباً في ذلك الحزن والأسى! 

أما عن المدة التي مكثت فيها في دمشق جعلتني كائناً بنصفٍ واحدٍ ، فكما تعلمون أنّ استنزاف الشيء كلّ يوم يهلكه فيموت وهذه المدينة استنزفتني بشكل غريب ، غريبٌ لأن لا ذنب لها بكل ما حصل لي لم تكن مسؤولة عما آلت إليه الأمور معي كانت أحداثٌ مرتبة بشكل عشوائي جعلت كلّاً منا بنصف .. بنصف قلب وبنصف عقل بنصف راحة ، بعينٍ واحدة وإذا كنت بعينين فأنت بنصف نظر .. 

هذه هي المدينة التي جعلت من نصفي اللطيف نصفاً مهترئاً غير قابل للاستخدام .. استُنزِفت بشكلٍ موحش حتى وجهي أصبح شاحباً تضامناً مع كل محتويات المدينة .. نحن لسنا بخير وهذه المدينة وإن كانت تستحق لقب المدينة فهي مدينة لك بنصفك الذي فقدته منذ بداية إقامتك فيها ! 

غريبة جداً جداً وكئيبة تجعلك تعشقُها بكلّ ما فيها وإن غادرتها ستعود إليها حتماً باحثاً عن نصفك الذي سُرق منك على حين غرّة  !

________

إسراء أبو عجينة 

 دمشق في ٢٦ _حزيران

تعليق واحد
إرسال تعليق

* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني

  1. كاتبتنا ذات الاحساس المرهف والكلمات العميقة ربي يحفظك ويوفقك يا حياتي🤍💙

    ردحذف

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button