ashtarpress

وصف الموقع

وكالة الأنباء عشتار برس الإخبارية موقع إعلامي شامل , نسعى من خلاله للنهوض بالمشهد الإعلامي والثقافي في وطننا العربي وفي جميع القضايا الحياتية ، كما نسعى الى تقديم كل ماهو جديد بصدق ومهنية ، تهمنا آراؤكم واقتراحاتكم ، ونسعد بمعرفتها ، كونوا دائما معنا كونوا مع الحدث . تنويه : تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع وكالةالانباء عشتار برس الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت , ولأي سبب كان , ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ,او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الأنباء عشتار برس الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.


إعلان الرئيسية

طـوفـان الأقـصـى

النشرة الإخبارية

 دمشق وشعراء فلسطين بقلم الشاعر والقاص : زكريا السيد أحمد

دمشق وشعراء فلسطين بقلم الشاعر والقاص : زكريا السيد أحمد 

• لم تكن دمشق في يوم من الأيام ضيفا عابرا في المشهد الشعري الفلسطيني لا للالتصاق المكاني والتاريخي بين سوريا وفلسطين فحسب وإنما أيضا للدلالة الوجدانية التي تجسدها دمشق في العمق الجماهيري العربي عموما وفي الحالة الفلسطينية بشكل خاص ،  إذ ان الشاعر الفلسطيني ينظر على الدوام بعين الحب والامتنان لدمشق التي كانت دائما عكازا له ومتنفسا وتوأما حقيقيا لقرون طويلة خلت ، فهو لا ينسى ابدا أن دمشق كانت قبلة لهجرة بعض المقدسيين سنة ( ١٠٩٩ ) نتيجة الاحتلال الصليبي لمدينة القدس هربا من اضطهاده وبطشه واستقروا في أحد أحيائها فما يعرف ب { حي الصالحية } ،  ولن ينسى ان الزحف لتحرير القدس من الصليبيين على يد الناصر { صلاح الدين الأيوبي } كانت أولى خطواته من دمشق ، وهذا الفلسطيني أيضا لن تغيب عن باله أسماء قوافل الشهداء التي قدمتها سوريا على ثرى فلسطين ومنهم { عز الدين القسام } و { سعيد العاص } و{ خالد أكر } وجميعهم عبروا إليها عبر دمشق من جبلة وحماة وحلب على التوالي وغيرهم الكثير الكثير ، وليس من باب المصادفة أن تسمى مدينة { نابلس } ب { دمشق الصغرى } للشبه الكبير بينهما في الملامح والعادات وفي ذاك من الدلالات الكثير الكثير  


 • كل ما سبق يؤكد على خصوصية العلاقة بين دمشق وفلسطين وعلى وحدة الجغرافيا والتاريخ والمصير ما جعل الشعر الفلسطيني وبشكل تلقائي يعكس صورة هذه العلاقة سيما إن تنبهنا ان مدينة دمشق كانت على الدوام حاضرة في القصيدة الفلسطينية ، ذاك ان شعراءها تربطهم بها إما علاقة الانتماء للمكان بحكم أن كثيرا منهم قد زاروها أو درسوا فيها وعملوا في مؤسساتها الثقافية في الصحافة والإذاعة السوريتين ، أو أنهم حقا هجروا إليها بفعل النكبة الفلسطينية سنة { ١٩٤٨ } وأقاموا فيهم ومنهم من دفن فيها ، أو أنهم كسواهم من شعراء العرب يدركون أن دمشق ليست مجرد مدينة عادية بقدر ما هي واحتهم ومظلتهم يبادلونها الحب بالشعر وفي حضرتها كتبت عيون القصائد العربية .


• { زيتونة فلسطين } الشاعر { عبد الكريم الكرمي أبو سلمى } والذي شكل الثالوث الشعري الفلسطيني الأول مع الشاعرين { ابراهيم طوقان } و {عبد الرحيم محمود } ربطته بدمشق علاقة استثنائية وهو الذي درس فيها لثلاث سنوات أوائل عشرينيات القرن الماضي وفيها تكونت شخصيته الأدبية وبدت ملامح قصيدته بالظهور منها من قبل أن تجبره النكبة الفلسطيني إلى اللجوء إليها من مدينته { حيفا } حيث استقر فيها ومارس مهنة المحاماة وعمل أيضا في وزارة الإعلام السورية وهو الذي يقول في دمشق 

              حملت ( دمشقُ ) رسالة العرب

              أموية الأعطاف والنســــــــب

               شاب الزمان على مشــــارفها

              ودمشق في الريعان لم تشــب

                أدمشـــــــــق أنا لاجئون ألا

               يَشـــجيكِ منظرُ خدّنا الترب

ومن الجدير ذكره أن الشاعر الفلسطيني { عبد الكريم الكرمي } توفي عام { ١٩٨٠ } في الولايات المتحدة الأمريكية لكن جثمانه نقل الى دمشق بناء على وصيته وشيع فيها ودفن في أحد أكبر مواكب التشييع التي شهدتها العاصمة السورية 


• ينظر الشاعر الفلسطيني الكبير { حسن البحيري } الملقب ب { شاعر حيفا والكرمل } إلى مدينة دمشق التي هجر إليها بعد نكبة فلسطين عام { ١٩٤٨ } على أنها توأم مدينته { حيفا } وهما المتطابقتان حسنا وجمالا وهما الساكنتان قلبه يبثهما عشقه بكل شغف ومن جملة ما قاله في ذاك

                أَجنةُ الْخلْدِ فيها الْحسْنُ أَلْوانُ

                  زفت بشائرَها حورٌ وَوِلْدانُ     

              دمشقُ يا صِنوَ حيفا نضرةً وَسنىً

                ففيكُما باهراتُ الحسن صِنْوانُ 

• شاعر المقاومة الفلسطينية { راشد حسين } والذي يعتبر مدرسة لكثير من شعراء فلسطين والأستاذ الشعري ل { محمود درويش } انتقل إلى مدينة دمشق عام { ١٩٧٣ } إبان حرب تشرين واحيا فيها عدة أمسيات وشارك في نشاط البرنامج العبري في الإذاعة السورية وعمل على تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية فيها كان مولعا بمدينة الياسمين ويراها قبلة تستحق العشق ومدينة تختزل كل الأماكن وزمنا يختصر تاريخا كاملا للحضارة والحب والشعر وفي ذلك يقول

                كما ينتهي كلٌّ حبٍ كبير بدمعهْ

                          تنتهي كل شمعهْ

                         ولكنني في دمشقَ

                     أكتبُ شعراً وحباً وحرباً

                          على ضوء شمعهْ

                إلهي كيفَ خلقتَ جمال دمشقَ

                   نضال دمشقَ وحب دمشقْ


• { في الشام لاأعرف كيف أبدأ وكيف أنهي، ولكن أفضل ما أمرّن به قلبي على الكلام هو التغنّي باسم دمشق } بتلك الجملة يفتتح الشاعر الفلسطيني الراحل { محمود درويش } إحدى أمسياته في دمشق عام { ٢٠٠٥ } في { مكتبة الأسد }  إقرارا منه على أنها هي الملاذ الآمن للقصيدة والمدينة الأكثر احتضانا للشعر وعلى أسوراها ينتظم إيقاع بحورها ، وحمائم مآذنها هي من تشذب القافية وتخضبها بماء الذهب وعطر الياسمين ولا يمكن لأي شاعر عربي ان يتجاوز عظمتها وألقها وأصالتها لانه حينئذ سيكون في مأزق حقيقي أمام الكلمة 

             في دِمَشْقَ تُطَرَّزُ أَسماءُ خَيْلِ العَرَبْ 

                  مِنَ الجاهليَّةِ حتى القيامةِ 

                    أَو بَعْدها بخُيُوطِ الذَهَبْ

                     في دِمَشْقَ تسيرُ السماءُ

           على الطُرُقات القديمةِ حافيةً حافيةْ

           فما حاجةُ الشُعَراءِ إلى الوَحْيِ والوَزْنِ والقافِيَةْ

• ولم يكتف { محمود درويش } صاحب المصطلح الشعري المتخم بالعشق والتاريخ { أمر باسمك كما يمر دمشق بأندلس } بذلك وهو يفتتح أمسيته الشعرية المشهورة في { صالة الجلاء } في دمشق  بقوله { كلما سألت : هل ما زال الشعر ممكناً وضرورياً جئت الى سوريا لأعثر على الجواب } وكأننا به يزيد المؤكد تأكيدا في حضرة دمشق الإنسان والتاريخ والجغرافيا التي تمتلك كل إجابات أسئلة الكون حتى الشعرية منها مصنفا إياها واحة للشعراء والمبدعين سيما الفلسطينيين منهم فتراه يحلق في فضاء هذا العشق الفريد لدمشق فيقول

             ارتدتني يداك دمشق ارتديت يديك

            كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر

               نادى وحركني ثم نادى ...وفجرني

               ثم نادى... وقطرّني كالرخام المذاب


 كل ما سبق غيض من فيض صور استثنائية العلاقة بين دمشق وشعراء فلسطين ، تلك العلاقة التي امتازت على الدوام بشعورهم الانتمائي للمكان الذي ما فرقته إلا حدود مصطنعة متسامية فوق واقع تشظي الجغرافيا الذي فرضه تقسيم الأرض وما استطاع تقسيم الحلم والهم والمصير للإنسان الواحد وحري بنا ذكر أن دمشق كانت دوما ولا تزال موئلا ومستقرا لكثير من شعراء فلسطين سيما بعد النكبة الفلسطينية ومنهم من أقام فيها فترة قصيرة كالشاعر الراحل { معين بسيسو } الذي عمل في جريدة "الثورة" السورية وكتب برامج متنوعة للإذاعة السورية ومنهم من هجر إليها واستقر فيها وعمل في مؤسساتها الثقافية كالشاعر الراحل{ فواز عيد } الذي عمل مدرسا للغة العربية في مدارسها ومراقبا للأفلام في التلفزيون السوري وأيضا الشاعر الراحل { يوسف الخطيب } الذي عمل في الإذاعة السورية وتولى منصب المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وأسس دار فلسطين للثقافة والإعلام والفنون وشارك في أعمال الهيئة التأسيسية ل ( اتحاد الكتاب العرب ) في سوريا وله أيضا الديوان الشعري المعروف { بالشام أهلي والهوى بغداد } ومن منا ينسى الصوت العذب في إذاعة دمشق لشاعر العوديسا الفلسطينية { خالد ابو خالد } الذي عمل رئيسا لقسم البرامج الثقافية والشعبية والمنوعات فيها والشاعر الفلسطيني الراحل { طلعت سقيرق } له في دمشق محطات ومحطات ومنها الجانب الثقافي في مجلة { صوت فلسطين } وإدارته لدار (المقدسية) للطباعة والنشر والتوزيع في سوريا وسواهم الكثير الكثير من الأسماء الشعرية الفلسطينية التي اقترن اسمها وعملها وشعرها بدمشق التي لطالما فتحت ذراعيها لكل شعراء فلسطين إيمانا منها على رسالة الشعر كخندق متقدم في مسيرة تحرير فلسطين ومقاومة مشروع طمس الهوية الفلسطينية وتلك تحسب العاصمة الياسمين كما تحسب لفلسطين

الشاعر والقاص : زكريا السيد أحمد 

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button