سيادة المطران عطا الله حنا: ذكرى إعلان بلفور في هذا العام تأتي بالتزامن مع نكبة الشعب الفلسطيني ومعاناته في غزة

 – لا معنى لحزمة سنوات أخرى لايستجدي فيها فرسان الحقيقة سيدهم الوقت، مذ خلق التراب، والسيف والحطاب ، والقلم في جذوته ، والأبيض الورق ، والقناديل الأصابع التي تنير أثقال التعب على هيئة سلم موسيقي يعزف الضوء ، ويضع النقطة في بداية السطر، كإمضاء شاهد على جرار الهيولى المصبوغة بالنار والثلج معاً.

– في هذا العالم المليئ بالغرابة والعزلة ، المنتشي بالصمت عن واقعه ، ففي حدود الرؤية الخارجية المتوثبة يتخذ للصياغة طابعاً ، متواتراً، متقطعاً ، فيأتي بدوره هذا المنقذ لاخراجه للنور ، للحق .

– ففي قلب المعركة وعلى تخومها كان يعيش ، عربياً ، سورياً ، في الصميم من صميمه .. في فكره ثورة ، وفي سلوكه تمرد .

– لولا أن التاريخ على كاهله عبء ، والتخلف عبء ، والتطلع إلى الأبعد البعيد عبء ، وعليه كما على الآخرين أن يحمل هذه الأعباء ويحفر بأظافره مسالكاً على الصخر .. فإنها لمأساة كبيرة أن يعيش الإنسان ، والمسؤول الوطني خاصة ، في عهد الهزائم السود والارهاصات والتناقضات .

– هكذا كان المعطى الحياتي والسياسي بالنسبة للدبلوماسي الدكتور بشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين في سورية الذي حل محاضراً في المركز الثقافي بأبو رمانة بدمشق .

– إذ نظمت الرابطة السورية للأمم المتحدة ندوة سياسية بمناسبة ( يوم الأمم المتحدة ) الذي يصادف 24 من تشرين الأول من كل عام ، وذلك بالمركز الثقافي بأبو رمانة .

– وقد أدار الجلسة الدكتور جورج جبور رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة ، حيث بدأ حديثه تعريفاً بالدكتور الجعفري ومراحل استلامه في الخارجيه ، وأشار إلى ضرورة بناء نوع جديد من العلاقات الدولية على أسس الانصاف والعدالة والمساواة المتبادل تحقيقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخل في الشؤون الدولية للدولة .

– وجاء هنا في محاضرة الدكتور عن دور الأمين العام للأمم المتحدة الذي يتعلق بالشأن الإداري والسياسي الذي أكده من خلال قوله : إن دور الأمين العام للأمم المتحدة والذي يتعلق بالشأن الإداري والسياسي ذو أهمية كبيرة، ولديه صلاحيات واسعة ولكن هنالك الكثير من الأمور التي تقيد حركته مستعرضاً بذلك بعض الأحداث والصعوبات والضغوطات التي واجهها عدد من الأمناء العاميين الذين تولوا هذا المنصب منذ تأسيس الآمم المتحدة في عام 1945 .

– وأكمل الدكتور حديثه عن عدد المقررين والبعثات السياسية الخاصة والوكلاء التابعين للأمم المتحدة وعلى المهام الإدارية والسياسية والفنية التي يقوم بها الأمين العام .. مثل مسؤوليته عن ميزانية المنظمة وتقسيمها على الدول الأعضاء لافتا أن دولة الولايات المتحدة الامريكية تغطي 20% من نفقات المنظمة بغرض السيطرة عليها والتحكم بها .

– ووضح أيضاً أن المهام السياسية للأمين العام تتعلق بالقيام بالمساعي الحميدة لحل النزاعات سلميا وتقديم النصح للدول وتمثيل المنظمة في الاحتماعات الدولية كقمة عدم الانحياز أو المؤتمر الاسلامي ، مؤكداً أيضا على المهمة الأهم للأمين العام حسب المادة 99 من الميثاق ، وهي صلاحية تنبيه الدول من إمكانية حدوث ماقد يهدد الأمن والسلم الدوليين أو الإقلميين .

– وقد أشار الجعفري أيضا على أن سورية شاركت في وضع الميثاق بحضور السفير فارس الخوري والسفير فريد زين الدين اللذين قاما بوضع المادة 78 من الميثاق والتي تنص على أنه ( لايطبق نظام الوصاية على الأقاليم التي أصبحت أعضاء في هيئة الأمم المتحدة ، إذ أن العلاقات بين أعضاء هذه الهيئة يجب أن يقوم على احترام مبدأ المساواة بين السيادة ) .

– تخللت المحاضرة بعض المداخلات والأسئلة التي أجاب عليها الدكتور بكل شفافية .

– حضر المحاضرة السيدة رباب اسكندر مديرة المركز الثقافي بأبو رمانة وعدداً من الدبلوماسيين والسياسيين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي والسياسي .

– بقلم : لبنى مرتضى ” كاتبة وإعلامية : سورية ” .