أنامُ هناكَ
أنامُ هناكَ بعيداً بعيداً
على جفنِ نهرٍ قديمْ
ويُسرجُ وجهي صراخُ البنفسجْ
لتنمو عليهِ عيونُ النسيمْ
أنامُ وحيداً
لأحيا وحيداً
وأمشي وحيداً
هناكَ ينادي علينا سراجُ المنافي
ليرسمَ وجهَ المدارِ الأخيرْ
ويحيا على جمرِ عشقي ترابٌ
يحنّى المنايا
ليحيا عليهِ عناقُ الأثيرْ
أنام هناكَ
لأحيا هناكَ
على عشبِ أرضي
وأمشي لفجري المحنّى
بنورِ الثريّا
وفجري يهزُّ خفايا القصورْ
وأمشي هناكَ إلى ضفتيّ
أقبّلُ أرضي لأحيا وحيداً
على شطءِ عشقي
ولحني يغنّي نشيدَ
الدّهورْ
وجسري المحنّى
بجسرِ المنافي
يغنّي إلينا نشيدَ العبورْ
يغازلُ وجهاً جديداً
بعينٍ تجولُ
وعينٍ تحورْ
ولسْتُ بعيداً
أنامُ هناكَ
ويُسجى إلينا سحابُ
السّماءِ
كدمعِ الأقاحي
نزيفاً يفورْ
وعشقي قريبٌ
يزفُّ إلينا خميرةَ عشقي
ونهدُ الزنابقِ
نسرٌ
يلاعبُ وجهي
المحنّى بزيتِ الأماني
ليحيا هناكَ رويداً
على صدرِ أمٍّ
يداعبُ وجهَ السماءْ
ويبني جسوراً
ليحيا على جفنِ أرضي
مدارُ النّجومِ
وينمو عليهِ
ضبابُ المساءْ
هناكَ يراودُ طيفي
خيالٌ بعيدْ
ليرسمَ وجهاً لبركانِ عشقي
ويحيي رمادَ الشّموسِ
عناقي الوحيدْ
ويزجي إلينا صراخُ السبايا
سراجاً يضيءُ جراحَ
العبيدْ
هناكَ تذوبُ دماءُ الثلوجِ
ويزهرُ وردٌ
قريبٌ بعيدْ
لينمو عليه لعابُ الجليدْ
حسن أحمد الفلاح
٢٧ / ٩ / ٢٠٢١ الأثنين
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني