ashtarpress

وصف الموقع

وكالة الأنباء عشتار برس الإخبارية موقع إعلامي شامل , نسعى من خلاله للنهوض بالمشهد الإعلامي والثقافي في وطننا العربي وفي جميع القضايا الحياتية ، كما نسعى الى تقديم كل ماهو جديد بصدق ومهنية ، تهمنا آراؤكم واقتراحاتكم ، ونسعد بمعرفتها ، كونوا دائما معنا كونوا مع الحدث . تنويه : تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع وكالةالانباء عشتار برس الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت , ولأي سبب كان , ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ,او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الأنباء عشتار برس الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.


إعلان الرئيسية

طـوفـان الأقـصـى

النشرة الإخبارية


"الكتابة مهما بلغت من الإعجاز
 لا تستطيع الإحاطة بالواقع كل الإحاطة .
 فكيف إذا كان الواقع خوضاً للمخاطر

 وتضحية بالنفس والسير إلى الموت اختياراً ودون تهيب .
 لصد المعتدي وصيانة تربة الوطن المقدسة "؟.
 الأديب الطبيب العربي السوري الراحل:عبد السلام العجيلي .  



  لملمت فناجين القهوة المبعثرة من حولي كحال الأوراق التي ملأت أرض الغرفة ..وأخذَتِ القلمَ من بينِ أصابعي  ،تريدُ أن تُلهيني عن الحبرِ ،  انتبه :
 لا يكفُّ قلبي عن الشوقِ لسماعِ تراتيلك  في فجرِ الضوءِ ،"شو حالك " بردان ؟ ضمني إليكَ أكثر. لاح برأسه مستغربا وقال ، الصقيع في نقي عظامي  .
رتل أيها الساقي لنشرب من الدنان سلافا معتقة، كأنني ثملان "من بنت عنقود ". قالت بجدية :  والله هذه الكتب الفلسفية العتيقة،  سوف تدفع بكَ للجنون . ضحك من كلامها ... لم يبقَ إلا الثمالات ،على قول "دريد لحام " في مسرحية "كاسك يا وطن ".. الله وكيلك يا أبي ما ضل غير هل الشفة "؟! ورمى الكأس بعيداً .ها قد أسفر الصبح عن شوق يكابدني إليك ، قطرات الندى توقظ غفوة الحلم  ، هذه ليلة شديدة البرودة ،منذ عبور أول "دبابة أمريكية "لجسر بغداد" وأنا  أعاني من هذا الصقيع في نقي عظامي ! يبدو أن كثيراً من الأشياء خربتها المتغيرات ! قالت ميساء  وهي تطوق عنقي بذراعيها ،مالك ولهذا الوجع .شو رأيك .. اكتبني ،أي اكتب عني ، ويح أصابعي المتخوفة الغارقة بالحبر ،يا للهفة قلبي الشغوف بعطركِ ، في كلّ لقاء تنتشي جذوة الحب  ، كأنني لأول مرة أكتب عن أنثى ، ضحكتك موسيقى حالمة ، ليل وحكاية ونبيذ معتق و"سويحلي وعتابا " شو حالك يا وليف الحنين ؟ ابتسمت ، أعترف بأن الأنثى  سر الإبداع ، أعترف بأنني عرفت نساء كثيرات ،ولكنك أجملهن ، كلما رأيتك أحسست بطعم الهال في فمي   ، رحيقك بعذوبة نبع ماء ينحدر من أعالي الجبال ، يا للماء الفرات ، جمالك شرقي و أنا مولع بمفاتن نساء الشرق ، كلمات من الذاكرة ..."ما قلتلك يا قلب ..والعايفك عوفو ...وان واجهك على الدرب .. حيد ولا تشوفو"؟. قهوتك مرة ، أي مرة "مرمر زماني مرمر " أمر من قهوتك المرة ومن مرارة الحنظل في فم ظمآن ، أصغي لموسيقى  البوح .. مرمر زماني ، لا"  تزعلي" هاتي القهوة المرة .. من يدك   يصبح المر بطعم السكر ..ريقك أحلى من العسل المصفى  ، كنت بحاجة لمن يُخرجني من التعب إلى شاطئ الأمان ، أتيتك أيتها الشقية  ،ضحكت مني ..أشقاني الشوق إليك ،  لو تعرف كيف ينمو الشوق في غيابك،أنا كهذه الياسمينة التي تعشق الماء والصباحات ، ما إن تبعد عني حتى أشتاقك ،لا أدري أنت مختلف عن كل الذين أعرفهم هنا في هذه المدينة المزدحمة بالحياة ، يبدو لي أن طيبتك وعاطفتك مختلفة ،  معك حق ، أنا مسكون بالفطرة "مسكون بالضيعة "أربعون عاماً في هذه المدينة المسكونة بالحياة ، ولم أزل على عهدي كل شيء يُدهشني، التفت إليها وهي تخلع عن كتفيها شالاً خمرياً .. حتى أنتِ  !   حاولت أن أكون "بحاراً كما في رواية حنا مينة "الشراع والعاصفة "؟ "خابت أحلامي يا ميساء ،

الأحلام لا تخيب ..قد تتأخر ..وقد تتعثر ..وقد تدخل في محراب الصمت ..ولكنها لا تنكسر ولا تنتهي "..
 لم استطع ان أكون راوٍ لحكايا تسكنني .. وجئت البحر لم أستطع أن أكون بحار ، لم أزل غريب ديار ..غريب في مجتمع نافر كأني أهيم في متاهات بادية ,ليل وأنجم حائرات واسئلة موجعة !!!
 معلوماتي عن أسرار البحر شحيحة ، أنا مسكون بقصص البراري ، و لا أعرف أية معلومات عن السفر وروايات الرحالة والبحر  .
 قالت :غريب !ما هذا الشعور بالغربة وأنت في كل هذا الزحام؟
تابعت كلامي وأنا أنظر في بحر عينيها كأني اقرأ في كتاب  ..أنت مرفأ ما بقي من أحلام  ، وأنا أرسم بالكلمات .. سفناً ،ونوارسَ وشواطئ ومقاعد أوجعتها الانتظارات ؟  تضيق الجهات على روحي  ، اقرأ في سفر الخروج من التيه إلى الشمس ، في زمن خارج عن "التغطية " امتد الليل وبدأت الريح أوارها العاصف ،  تسأل الشمس ...الحب والزرع والقمح والزيتون والتين والصباحات المشرقة بالياسمين.
 قالت وهي تأخذني إلى صدرها الناهد و تمنحني رشفتين  من رحيق شفتيها المعتق  وابتسامتها تشع على وسع وجهها الحنطي ،شعرها يسدل كليل على كتفي ، يا لجمالها  الذي تكشف لي في هذه الليلة الشديدة البرودة ، تمنيت أن أكون فناناً له تجربة بالعشق  والرسم ، كي أرسم وجهها،امرأة استثنائية، همست، كوشوشات عصفور،  يبني عشهُ في ياسمينة الحاكورة،  ما تلك الدموع في عينيك ؟تعبرك السنوات العجاف وأنت على نزيف الجرح والأنين ، لم تزل كأن الحدث الجلل وقع اللحظة ؟! الحياة يا وليف العشق مستمرة ، لابد أن "تخرج من هذا الخراب والتيه  "، الذي شوه كلّ جهات الأمكنة - الحزن يُميت القلوب – "هناك قلوب ترفض الموت "؟  وهي تمرر شفتيها على يبس شفتيّ ، رضاب شفتيها  المعتق بالعناب يشفي العليل ،  مسحت بيديها الحانيتين على وجهي- دعنا نكمل بقية العمر كما يشاء القدر  - اترك الأسئلة جانباً ..الحياة لا تتوقف "؟!.

 ، نريد أن نعيش اللحظة ، طوقتني كأم رؤوم تكشفت شوق ابنها إلى صدرها المكتنز بالحليب والحب ، تركت رأسي المتعب في حضنها ، همست  :
 
أنت عشقي .. الليل خلوة الحيارى ما بين هدأت الموج  والضوء يتوهج طيفك في كل جهات أمكنتي , وعلى الرغم من كل هذا الجفاء لا تزال ابتسامتك تضيء محراب بوحي  .. ألجأ  لقرأتك في كل مفردة تحكي بأن :الحب روح الحياة .. أنت امرأة كزهر اللوز "كلما انضجتك السنين تزدادين ألق وجمال .. يا للهمس الموشى بالعتاب الموجع ،كم من الليالي المقمرات وجدتني ساهراً خلف شبابيك الحبق اكتبك في حكاياتي ..وكم من الليالي الممطرات انكفئ اشرب من نبيذ خمر عناقيد الدوالي المعتقات .. كل الذين حولي يقرأون في عيوني شغف موشى بالحزن والحنين  .. حتى لو تهربتِ زمن من لقاءاتي وأغلقت في وجهي  كل الأبواب  !هناك هدف أسمى من كل ما تقدم ألا وهو: الحب الذي هو روح الحياة .. شعرت وأنا اقرأ كلماتك كأنها كُتبت لي ! تعالي نمارس لعبة الخروج من العتاب إلى الحب . ترك القلم أضاف إلى كومة الورق ..ورقة . أشعل لفافة تبغ جديدة مج شفة من كأس النبيذ عدة رشفات وراح يكتب :  كانت ترتدي قميصاً بنفسجياً يظهر اندفاع صدرها الذي تزينه  زهرة فل بيضاء ،تنشق رائحة عطرها المغري الذي يسبق خطوها نحوه ، ترك القلم يتدحرج على الورق .. تجاوز الطاولة الخشبية ، سقط القلم على الأرض مغشياً عليه، تحطم القلم ، صار الحبر ينزف ..."كلّ الأشياء الجميلة صارت في غيابك تنزف شوقا"! فتشت في الروايات وفناجين العرافات  عن امرأة  تشبهك  تملك  القوة والإرادة والجرأة و....،تمايلت كغصن البان وقالت :هات كأسك وأغلق دفاترك واتبعني ..خمر الحب أسكر روحي ....اشتقتك"!.

 "لا تسأليني ولى الشباب وعصفت بنا الأنواء ،هيهات أن تهطل الغيوم في صيف الصحراء ،تعبت روحي ..أحتاج لنهلة  من رحيق الورد أو من شهد ثغرك  .......  قالت : ادخل واحة من ورد قبلك كادت أن تتصحر ، كُن مطري الذي جاء  يعيد الاخضرار لليبس ،   رحت أبحث عن السر المخبأ في عينيها  ،يرافق شرابنا صوت المطرب "أذينة العلي " ،  تمنيت لو أنني أجيد كتابة الشعر ! ذات عشق غافلنا الزمن والأمكنة والعيون والتقينا ،  اقرأ من صباحات القهوة ،وللقهوة عندي قصص لا تنتهي  ، تركتها تطوف بشفتيها على وجهي ... اسمعني جيداً ،  كي تكتب ، تحتاج لإطلاق الخيال ، يحلق في الفضاءات ،ولا بد من امرأة تمنحك أنوثتها  لتنتشي وينهمر العطر والإبداع ، الليالي البادرة تحتاج للدفء ..كوني دفئي .بارد هذا الشتاء ،وضعت قطعة حطب كبيرة من السنديان في الموقد ، لو أن في العمر متسعاً  لأكتب ألف .. ألف حكاية عن الذين يسابقون الضوء ليأتي النهار جلياً ؟! لا تلوحي برأسك سيأتي الفجر ندياً كل الإحداثيات والتحاليل تدل بأنه مهما طل الليل ..النهار آتٍ ..آتٍ . والشمس بعد كل ليل ،تشرق متجددة ، كوني بقية أيامي ، كوني عشقي . أنا كالعصافير لا أحب القفص حتى و لو كان من  ذهب ، لا تغلق باب الشرفة حتى و لو كان الهواء بارد ، نهضت من سريري أتمايل كالسكارى ، ما هذه الأحلام ؟ غسلت وجهي بالماء البارد ، دعكت عينيّ ،ها أنا أقف وحيداً استيقظ في            
     الفجر" كناسك نسي كيف يبدأ تراتيل الصلوات ! وقد تنشف ماء الوضوء " حيّ على الماء "؟ وجودك في حياتي كحاجة الأرض للماء ، مطر وريح وخراب وأصوات " انفجارات " تهز أساس  البيت ، كما تهز قلبي ، كل الجيران تركوا منازلهم ؟ توزعوا في الأماكن الأقل "سخونة " ، والأقل تعرض لقذائف الهاون القاتلة ، ما رأيك أن نترك هذا الموت  كله ونمضي إلى مكان نختبئ فيه بقية حياتنا ، حيث لا يعرفنا أحد ؟ إذا كنت تُلمحين لشيء ..لن أترك بيتي ، ومكتبتي وذاكرتي ،وعائلتي ـ هنا جذوري حتى عشق التراب ـ  دعك من نزيف الوجع واغسل  وجهك بالضوء ،أعرف أنك مسكون " بسورية "، لا عليك.. إنها مجرد فكرة عابرة ، قبلته بحنو قائلة  واصل الكتابة كلماتك تُغريني  . كتب :  يا امرأة كزهر الليمون ، أخرجيني من التيه إلى الأحلام  "..أغلقت النافذة وصارت تتجول ضمن الغرفة كسجينة من غير سجان!قالت:أحياناً يسجن المرء نفسه ضمن وصايا من العادات العتيقة"،كم من الوصايا كانت سماً قاتلاً مدفوناً في الورق  ؟ بالله عليك أعد كلماتك عن السم والورق ،أعجبتني الفكرة ،   لاح برأسه باستهزاء ،هذه الوصايا اهترأت ، لا قيمة لها  ،         
    مع مرور الزمن !  تعبت من الانتظار يا ميس ، ضحكت ميساء وشعرت بأنها تضحك من "جوات قلبها "، افتكرني .. أنا ميساء ! من هي ميس ؟ تلك التي تأخذك مني في ليل الشراب هذا ؟ألم تكتف "هذه البطحة الثانية "؟ لا الثالثة ،يحق للمسلم أربع نساء،  هذا قبل فتاوى جهاد النكاح ، صار يحق للرجل  ... "ما ملكت يمينه وشماله ولياليه المظلمة ؟! الدنيا لولا الشراب كانت خراباً ..هاتِ الكأس واسقني ،  آه يا غاليتي .. "تذكرت قريبي أبو العيس"رحمه الله " الذي كان يملك دكاناً صغيراً ،جانب بيتنا في القرية، له حكاية تطول ليس وقتها الآن  . لا .. بالله عليك احكِها ، نظرت في وجهها يا الله ما كل هذا الجمال ، قالت لا تغير الموضوع ، طيب باختصار هي قصة مؤلمة " أبو العيس "قريبي كان في ريعان شبابه، تزوج  مبكراً كعادة أبناء الريف ، مضت سنوات  ولم يرزق بأولاد ، قرر أن يذهب إلى لبنان ضمن مجموعة  من الفلاحين، الذين ينتظرون مواسم الحصاد، في تلك الأيام، لم يكن في فصل الشتاء أي عمل يؤديه الفلاح سوى انتظار المطر، ومن ثم جني المواسم و الحصاد ،   ولكي يؤمن مهر الزوجة الثانية التي ستمنحه الأولاد ، ودع زوجته  مدعياً أن يسعى لرزقه  ولتأمين ثمن توسيع تجارته وتجديد بناء البيت  ، وفي لبنان و من سوء حظه العاثر  ،لم يمض على وجوده فترة قصيرة ، حتى سقط من بناء شاهق وأدخل المستشفى  للعلاج ، ولكن أحد أبناء القرية "شكري "  تآمر على قريبي واتفق مع صاحب العمل اللبناني "أبي طوني" لإخراجه من المستشفى، فالعلاج في لبنان مُكلف لصاحب العمل  كثيراً ، كما يحتاج للتسجيل بالتأمينات ، وإجراءات تُرهق رب العمل بدفع مبالغ طائلة  ، وهو يحتاج لمتابعة علاجية فيزيولوجية ، قال شكري: اسمع يا إبراهيم صاحب العمل سيقيم عليك دعوى ،أنت عطلت معمل "البلوك"  أياماً عدة ،من أجل التحقيق ، كما خالفت التعليمات ،بصعودك إلى الطابق الثالث، من دون علم صاحب المعمل ,  وليس لك عمل هناك ؟ قال إبراهيم : وقد اختنقت الكلمات في حلقه وغص الدمع في عينيه الخضراوين ... ولكنني كنت أوزع الطعام على العمال ، أبو الجود الذي يوزع الطعام لم يأتِ  اليوم ، طلب مني أبو ريمون معلم الورشة أن أوزع الطعام بدلا منه ،  رد شكري حاسماَ الأمر ... انتبه أريد مصلحتك بتعرف أنا أعيش في لبنان  منذ سنوات وأعرف دهاليز الحياة هنا ، "انفد بريشك وإلا أدخلوك السجن   "؟ أنت لم يمض على إقامتك  شهر ، "تمتم ...دود الخل منه وفيه ". وافق أبو العيس مجبراً على ترك العمل و الرحيل ، وتم تهريبه من المستشفى، من دون أن يُكمل علاج كسور ساقيه المتعددة  ! وبقي  حتى وفاته مطلع التسعينات، وهو يعاني من ألم مبرح في ساقيه شبه المشلولتين ،وقد "نخر عظامهما  الدود، ولم يكن يملك ثمن عمل جراحي ،وظل  يتناول الدواء الذي وصفه له طبيب المشفى الحكومي ،  كان يُمضي طوال الليل يُغني بصوت محزون ... "هات اسقني يا شعيلة "وشعيلة هذه زوجته التي لم تلد له أطفالاً " .. فالدنيا لولا الشراب يا شعيلة .. كانت خراب .. اجت الحزينة تفرح .. ما لاقت لها مطرح ... اشرب عليها تنجلي ... ما عم تنجلي يا شعيلة "؟! صحيح الدنيا لولا الشراب كانت خراب ، قالت : تذكرت يوم شربنا "بطحة عرق "ونحن نتحاور عن دور العقل في بناء الإنسان ،مقارنة بدور النفاق في هذا الخراب  ؟  هات واسقني يا إبراهيم "، سلافة معتقة متلألئة كالبرق في لمعانهِ ، جاي عا بالي شروقي .. والقصب مجروح .. أغاني فيروز بصوتها الحنون،  كل يوم تتجدد معها الأيام  " ؟! مسحت دمعتين لؤلؤتين عن خديها ، يا الله كم من المظلومين في هذه الدنيا وما أكثرهم؟ التفتت نحوي أ تكون ميس بطلة قصة جديدة تكتبها ؟ يبدو أنك تبحث عن أي شيء تُجدد فيه رؤى خيالاتك .. يا صديقي  ؟ ههه ..ههه. .. لا، ولكنها  تشبهك كثيراً كأنها أنت ! أبحرت في عينيها – وأنا أتابع كتاباتي ،لكثير من الذين توهمنا بأنهم صناع مسارات  - سقطوا في بئر الخيانة – تهشمت لغتهم التي كنا نعتبرها في غاية الروعة و الجمال، وخرجوا من جحورهم عراة من "الإنسانية" ، سقطت الأقنعة وتبين أنهم مسكونون بالعفن والحقد والتوحش،شوه هؤلاء الحياة بكل مقوماتها الطبيعية  والإنسانية حتى اخترقوا بغيّهم قوانين الحياة !  
أشعل لفافة تبغ 

أذكر  
ذات وجع ،  كنت كلما رأيت أنثى ارتعشت وتلعثمت ولذت بالصمت ، ها أنا مع مرور الزمن أتكشف جمال وجهك ،عيناي تسجدان عند وجهك النديّ  ، أراكِ شاردة ،- صبي الكأس فارغ – كمحبرتي - ولكن محبرتك تضج بالكلمات ..وأي كلمات ،أحتاجك ..بردان  !       
  امنحيني في ظلمة هذا  الليل ، ابتسامة شفيفة يا لعينيكِ العسليتين .    
 كنتِ معي في الخيبات كلها ؟ولكن  بالمحبة تجاوزنا  عقبات و مرارات الأيام ، تعالي، اتركينا من زمن المتغيرات والخراب ،  وخاطبت عينيّ في لغة الهوى عيناكِ، وتعطلت لغة  الكلام واشتعلت القبل كالجمر ،سأخبرك بما حدث في الغياب المفجع ، الماء والمطر والريح وهذا الشوق المنغص ،بدهي أن يُشغلك غيابي . بين الحين والآخر كنت أتذكر كيف يُسكرني العطر     أدندن مترنماً على قيثارة الحزن بوح نازف ،مسكون في شق الشفتين عنب الكروم  ، توقف عن الكتابة، في حضورك يصمت الكلام "صمت الكلام فلا يباح "، خبأتك في الفؤاد إن العشق أوله لغة العيون ، يا لقيثارة تشكو وجع السنين، غطى البياض رأسي , قالت " في الشيب وقار " ، أشكو إليك وجع خافقي ، هنا التقينا بلا مقدمات ..وتلاقت أيدينا وسقينا بالنبيذ المعتق يبس الشفتين ، دعيني أشرب حتى الثمالة ، دعيني أخرج من التيه إلى الحب..اشتقت إليك ، "اقتنعت" ، أننا أحياناً علينا أن نخرج من الخراب إلى الحب ، لم يزل بقايا حطب للمدفأة ، تمهل يا ليل  أصابعي على الجمر .. وتلاقينا ولم نكن غرباء ؟وأية غربة .قتل وذبح ، وبقر بطون وسلخ جلود وسواطير وخناجر ولحى قذرة تُغطي صدوراً مملوءة بالحقد والفتنة والجهل،همج رعاع  يخربون كل شيء ..كل شيء ،يحاولون قتل الضوء ؟! 
 اشهد البحر ،يا بحر اشهد...بأنني سأكتبك في لوح محفوظ ، مرقوم، في ثنايا البوح ، حكاية ليل طال لشتاء جاء هذا العام متأخر، هكذا تأتي الأشياء الحميمة متأخرة ،كنت أحاول كتابتك مع كل نجمة تهوي إلى الأرض ..
  و تلقي سلامها للقمر ، معك أستعيد  الحكايا التي كتبتها ،وفيروز ترتل " زعلي طول أنا وياك ".تعال لنحكي ،اترك البكاء ولى زمن العويل،  ما سر تكاثر الذئاب في رحم الظلمة ـ مخلوقات مشوهة تنبت كالفطر السام  ـ متعب أنا بالأسئلة والمصطلحات ، ما بك تحاكي حالك،  يبدو أن العرق أخذ مفعوله ...لقد سكرت  ؟ قد يُسكرنا الحزن ، كما يدوخنا الوجع ، لا شيء يُدهش ، الأمكنة  تنزاح بفعل ريح هوجاء ، وجنون المتغيرات الطارئة،  مشغول بالعشق والحزن والانتظار؟    
في ذات ليل،  كان طيفك دفء عظامي التي "رقرقها" تعب السنون  . كنت أحاول اكتشاف سر نجمة تمردت على أخواتها، تجلى لها الضوء ،ما بين
"شقشقة الفجر ..وأول شروق الشمس  حتى غفت على كتف النهار" ، وهل كنت هناك حيث تجلى وجهك على الماء  ؟ لم يفارق ذاكرتي وجهك، كان معي حيث كتب اللازورد على الموج "لن ننسى "؟ مشى طيفك على الماء ! هممت إليك ، كأنني أطوف فوق الموج ،تذكرت كلماتك لا تقطع مسافة الأمان أنت تغرق في شبر ماء ! لم تزل مرارة الملح في حلقي
، قبيل أن أصير غريقاً .. أخذتني يدك إلى صدر من المرمر،
 يتدلى قاب قوسين من العقيق ،يا لجيدك الشهي   .
متعب ، 
  رحت أركض ملهوفاً حافياً على الرمل البليل، تخيلت 
أننا استعدنا ذاكرتنا، وأيامنا، وجددنا لقاءاتنا ،حائر رحت  أنظر في عينيك "كمحارة "من لؤلؤ ، وثغركِ كان يُمطر زهر الجلنار ، وأنا على مقعد خشبي يلامس الموج قدميّ ..استعيد ذاكرة  آلاف الحكايا عن العشاق والمحبين والازورد والليل والقمر ، كم  تواعدنا أن نشرب
قهوة الصباح أو المساء على كتف البحر  ، وأنت امرأة كنبع ماء من حوله خضرة وورد وعصافير وحمام .أيعنيك ..ان تعرفين بأن بعض الكلمات جمر ..الانتظار يشعرني بمرارة القهوة  في فمي  ،مع كل هذه السنين لم أزل غريب على كتف البحر؟!.
 
    انتبه أنت تكتبني ، ابتعد عن الحكي السياسي ،  هل أنهيت الكتابة  أم غرقت في لجة ماء ؟  غرقت في بحر عينيك ،اكتشفت أنني مقيد بشاطئ صدرك الناهد، أعود إليك مهما تعددت اتجاهات الريح ، تلك الأمسيات التي لملمت تلهفات الشوق تجمعنا، حيث الكتب والأقلام وقصاصات الورق المبعثرة ، ما كان حلماً ، "بئر معطلة وقصور مشيدة "، نحن كهذه الأرض التي يعشقها السنديان ،  في عينيك تركت أسئلتي حائرة  ..يا عطر الهال ، لابد أن أكتبها يوماً، قبل أن تسبقنا الشمس للنهار ، التفت إليها  "فكي عطرك عن عنقي ", اتركيني أكتبك كما أنت ،  على الرغم من كلّ هذا القفار، هناك على كتف جبل الغار لكِ بيت وحقل من زعتر ورمان ،  شرفة بحرية وفناجين قهوة وفيروز ، مهما كان ظلام الليل حالكاً ، لن يتوقف وهج الضوء الآتي ليزيل هذا الخراب ، ها نحن ما نزال نشرب قهوتنا ،على شرفة البحر ونحكي ...بدنا نضل نكتب ونحكي ؟!
 حسن إبراهيم الناصر


 

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button