تحلم بالحريّة، فلا يعرقلك شيء.
البارحة قلت: " أعرف ما لا أريد ولكنّي لا أعرف ما أريد حقّاً!"
وقد كنتُ هكذا، " لا أعرف ما أريد"
لكنّي كنت أعرف الفرق بين الحضور والغياب، الشرود والتأجج بالدهشة!
متى يجب أن أرحل، ومتى يكون الجلوس مغرياً جداً
ولم تكن المشكلة في ظهري، كان مقوّماً بشكلٍ حسن!
لكن القلق الذي كان يندلع في الداخل، يتمتم بامتعاض: " يا للوقت المهدور مع الحمقى!"
فأمتثل، لأني لا أحب الحمقى.
وبينما كانت الأشياء تتوالى كنت أعرف الفرق بين الجلوس والرحيل وأعرف كيف أمارسهما ببراعة
الريح والعاصفة، الخيال والواقع.
ولو سألتني وقتها عمّا أريد تماماً لما كنت سأجيب!
لم أعرف، ولم أفكّر،
لكنّي كنت أعرف كيف أهرول إلى باب الخروج، وقد كان خوفي ودوداً، يدفعني للخروج لا البقاء.
اليوم، ولأنّ اليوم خيبة البارح، الذي مضى منكسراً، بصورة العالم الوردي، فأنا لا أدري حقاّ إلى أين أمضي ولماذا؟
وماذا أكسب تماما؟
من الماضي حملت الخيبة فقط، ولم أحمل شيئاً آخر، ولم أجلب أحداً آخر!
هكذا صرت، لا أستطيع أن أحمل شيئاً!
ألبسُ في وجه الحياة قناعاً، وحينما تفتح فاهها أضحك..
"ماذا قالت؟ "
"لايهم، لم أعد أكترث "
أغطي جلدي بالشك.. وما أسوءه من دافع للبحث في نوايا البشرية جمعاء عن الشيطان بواسطة شيطان..
لأنّ الخوف في داخلي صار شيطاناً، يريد أن يثبت أن البشر يعضون بعضهم دون أن يُرغمهم أحد.
يتعلمون هذا فقط!
أيضاً العابرين، الذين يبتسمون كآلهة، وأنا أعرف أنهم غرقى بالخطيئة البشرية التي تبقيهم رهن
جلودهم، غير قادرين على استعمار السماء،
هؤلاء يدعون أنهم يحبونني..
ما أسوء الشكّ فوق جلدي!
يجعلني مهووسة بالتنبيش بين كلماتهم عن الشيطان فيهم، عن رائحة الكذب لأصفع نفسي بها.
على كل حال، لم أعد أدري ما أريد ولا ما لا أريد.
ولم أعد أعرف كيف أجلس وأنا حاضرة أو كيف أرحل مع بداية الغياب..
لقد صرتُ أشدّ افتراضياً عن الطمأنينة.
كذلك لم يعد الخوف ودوداً، صار يخافُ من الرحيل أيضاً.
نتالي ابراهيم
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني