نعيم علي ميّا وقصيدة
توَّهجي .. مثلَ النّبوءةِ
توَّهجي .. مثلَ النّبوءةِ
لا تَعْبري فوقَ الجِراحِ
دَمي
يُجرجرُ نَزفَهُ
يَرعى قطيعَ نُواحِهِ
يَصِلُ التّنهُّدَ بالتّنهُّدِ
يُوقِظُ الآهاتِ في بَغْوِ المساء
**
زمني
تَهدَّلَ وانطوى تاريخُهُ المقتولُ
والرّيحُ الّلجوجةُ تسألُ القمرَ المسافرَ
عن شتاءٍ لم ينزَّ بقطرةٍ
والغيْمُ يَمْشي في الحقولِ
ومُقْلتاهُ كفِيفتانِ
يَمدُّ لي كفيّه
يُوقِظُ أنجماً
كانتْ توارَتْ في تآليلِ التّراب
**
لا تَعبري جرحي
طريقي ضلَّلتْهُ كواحلُ الأحلامِ
تنبتُ في مياسيم اليَبابْ
وعلى التّخوم العاريات
ستائرُ النّسيان تغزلُ ثوبَها
وتودُّ لو قمرٌ يُساهِرُ حُزنَها
ويَبثُّها شَوقاً مُذابْ
**
دربي
تضجُّ به انكساراتُ الخُطا
فأخبِّئ الأوجاعَ في دَرَجِ الكلامْ
قد عشْتُ عُمري نائياً في غُربتي
حُلمي
يُسافرُ في عناقيدِ الغُبارْ
**
أَسرجْتُ أُمنيتي – على شَغَفٍ –
فغشَّاها الدّوارْ
واغتالني حَوْرٌ يَرشُّ طيوبَهُ
واغتالني نَوحُ الحَمامْ
**
لا تعبري جرحي
مَللْتُ تَجلْجُلَ الأجراسِ أجراسِ النّدمْ
وضحكْتُ ممَّا قيل:
إنَّ الحبَّ عَطَّرَهُ السّرابْ
الحُبُّ يا عصفورتي
ترتيلُ صَومعةٍ
وبَوحُ كنيسةٍ
وثغاءُ حسّونٍ
وشَدوُ بلابلٍ
وبُكاءُ طفلٍ باحِثٍ عن ثَدي مُرضِعهِ
ورَوْحٌ من ضياء
**
إنّي تهسْهسُني الشّكوكُ فأوّبي يا ريحُ
واسْتَلْقي على جسدي
لعينيكِ القوافي ماطرات
والحقولُ غدَتْ تنمنمُ وردَها
والدّربُ – من شَغَفٍ –
يُبلّلُ خطوهُ
والشّوقُ يُشْعِلُهُ الّلقاء
**
لا تجعلي دربي إليكِ
يَنزُّ مثلَ الجرحِ
ولتخرجْ إلى الّلقيا عصافيرُ الصّباحْ
أَدمنْتُ عِشقَكِ مُبحِراً
والشّطُّ يَبْسُطُ راحتيهِ
يَمدُّ كَفَّيهِ
ويَنأى في الغيابْ
فتوهَّجي مثلَ النّبوءةِ
واتركيني حامِلاً تاريخيَ المقتولَ
إنّي لا أكادُ أفيقُ منَ أثر الحِراب
**
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني