طيفٌ من المحبوب صبحاً زارني
فغدا نديّاً كالورود صباحي
وتعطرت أوقات عمري كلها
فنسيت كل مواجعي وجراحي
وتراقصت روحي وغنّى خافقي
وأقمت في سطح السما أفراحي
وأشدت فوق الغيم قصراً رائعاً
جاورت كل كويكبٍ وضّاحِ
طرزته بالياسمين وبالمنى
نمنمته بالفلِّ والقداح
أسكنت فيه محبةً لا تنتهي
لمن استقر كما الدماء بساحي
فإذا رأيت سعادةً في وجهه
سلّمته بمحبةٍ مفتاحي
وجعلت نبض القلب حرّاساً له
هنَّ السيوف وهنّ هنّ رماحي
وجعلت عيني خيمةً ومشاعري
سوراً صنعت يأضلعي ألواحي
وسجنت روحي حوله لا أرتجي
إطلاقَ _ مهما يستبدُّ _ صراحي
فالسجن في كنف الحبيب سعادةٌ
وببعده يطغى عليَّ نواحي
هو غايتي هو عالمي هو جنّتي
وبدونه تجتاحني أتراحي
حلو الحياةِ يعافني وأعافه
فوق المرارِ تسودني أملاحي
لا تبتعد يا من أنرت بخافقي
كل الحياةِ فأنت لي مصباحي
وجعلت دربي أخضراً إذ لا أرى
إلّاك في شربي وفي أقداحي
أنّى أسير أراك أنت قُبالتي
فكأنّ ظلَّك يا حبيب وشاحي
فعيونك البحر الوسيع وإنّني
أصبحت أمهر عائمٍ سبّاحِ
وخدودك البدر المنير بليلةٍ
ظلماءَ يطرد في الدجى أشباحي
وهواك في قلبي نعيمٌ دائمٌ
هو في حياتي كلِّها أرباحي
ويظلُّ طيفك يا حبيبي عابقاً
في كل وقتي لا فقط بصباحي .
للشاعرة السورية: أمل مناور
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني