لقد جئتم وتحرسكم مآقي
رفاقَ الرّوح من أرض العراق
أرى نخلاً على قدميه يمشي
يلاقي في الهوى ماقد ألاقي
فنحن بنفسجٌ والحزن يَزْكي
عطور الشّوق من بعد الفراق
شغاف القلب مسكنكم وعيني
فما نفع الحياة بلا رفاق
فنصفٌ منه شاميّ ٌتسامى
وثاني النّصف دفّاقٌ عراقي
وفي جسدي فراتُ الحبّ يسري
ودجلةُ صِنوه عند التّلاقي
أنا نارٌ وفوق الماء أمشي
علام الماء لايطفي احتراقي
أموت بلوعة العطشان قهراً
ولو شدّتْ يدُ الجاني وثاقي
ولست أبيع تبر الأرض عندي
بغرب الشّام أو شرق العراق
أضمُّ النّخلَ في البصرا لقلبي
كعاشقةٍ تتوق إلى العناق
طيور الحبّ أنتم شطّ روحي
بكم نرقى إلى السّبع الطّباق
أنا خمرٌ من الأفكار عقلي
عروبيّ الأصالة والمذاق
فنار الحبّ خلتُ كنار موسى
وهذا النّور من وهج اشتياقي
فمن كلِّ البحور شربتُ كأساً
ومن شفتي بحورَ الشّعرِ ساقي
جراحي من حنينٍ خذ بروحي
كمسرى المصطفى فوق البُراق
أخي في الشّطِّ والأسماك مثلي
فكيف نعيش في ماء السّواقي
جوارٌ كالعدوِّ أشدّ غيظاً
وحزن كربلائيٌّ عراقي
فشيخ الخيمةِ الحمقاء يَهْذي
يصكّ العهد بالدّمِّ المراق
ذبحتُ برأيه أبناء قومي
لأنّ نياقَهم سبقت نياقي
قرأتُ مراجع التّاريخ غصباً
عَرَفتُ فحولة البطل المعاق
وجدتُ معاجم الفقهاء كذباً
هو التّاريخ مقبرة النّفاق
بسيفك ياعراق الخير حطّم
رؤوس الذّلّ من أهل الشّقاق
أنا نبعٌ وصلد الصّخر قلبي
أذوب كوردةٍ في كفّ راقي
عراقيٌّ أنا ودمشق روحي
وسوريٌّ وبغداد المآقي
لها يممت شطر الحبِّ قصداً
أذوب هوىً لأحيا في احتراقي
ثائر محفوض
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني