مرّي على شفتي .. وارمي بها عسلا
وعانقيني بعنف ٍ ... وامطري قُبَلا
آه ٍ دمشق ... و يا ليت الاسى رحلا
وكم تمنّيت أن لا أعرف الغزلا
لكن نظرتك الثكلى تطاردني
وتزرع ُ البسمة َ الخرساء َ والأملا
وحين خبّأت ُ سحر َ الشوق ِ بين فمي
ضاعت ْ حروفي ولم أستوضح ْ الجُمَلا
أغرمت ُ بالشام عشقا ً لا حدود له ُ
حتى غدوت ُ بكأس ِ الملتقى ثمِلا
وبت ّ ُ أحضن ُ ورد َ الشهد ِ من وجعي
فكان من فيض ِ ماء الشام مغتسلا
وكنت أعجب ُ من هذا الصمود وقد
يظل ّ ُمن صبرك التاريخ منذهلا
أتيت ُ مستوحدا ً يا شام لي وجعي
وضيّعتني دروبي والحبيب ُ سلا
ولملمتني نساء ُ الشام .. حين قست
عشتار ُ أهلي .. على قلبي الذي ثٌكِلا
وحين مرّت على جرف ِ النخيل ِ بكى
وحمحم النهر ُ حتى خِلتُه ُ ثَمِلا
إني أحبّك مذ أيقظت ِ قافيتي ..
ومنذ أغرست ِ في أعماقي َ الأملا
إني أحبك من بغداد أرسمها ..
بدرا ً .. يعانق ُ بدر َ الشام ِ فاكتملا
إني أحبك .. لا لوزا ً يعانقني
إن غبت ِ عني .. ولا نخل الفرات ِ علا
إني أحبك .. ذنبي إنني رجل ٌ
أحب ّ فيك الهوا والسهل والجبلا
إني أحبك .. يا تشرين يا وطنا ً ..
يا جمر وجد ٍ .. تحدى الريح َ فاشتعلا
يا شام إن دمي يغلي وسنبلتي
جفّت .. وقطّعت الاعمام ما وصلا
اليوسفيون من أبناء جلدتنا
من أضرم النار أو من قطّع السبلا
الريح ُ .. تطلب ُ أضلاعي لأطعمها
والصبر رافقني حتى استوى رجلا
والبرد ُ أغرز أنياب َ السعال ِ على
جرحي .. فأدماه ُ .. لا خوفا ً ولا خجلا
لكن ّ رغم نزيف الدم ّ في بدني
لم يرحل التين ُ ... والزيتون ُ قد كمُلا
فما تزال ُ صبايا الشام ِ في كنف ٍ
وما تزحزح َ حقل ُ الورد ِ أو جفلا
يا شام ُ صبرُك مجد ٌ لا حدود له
فرب ّ بعض شظايا أسقطت دولا
ماذا ستفعل ُ أصنام ٌ مؤدلجة ٌ
من يركب الغيم َ .. لا يستوحش ُ البللا
هذي جحافل ُ أهل ِ الشام ِ جاهزة ٌ
لو قيل هبّوا .. لكانت عانقت زحلا
يسافر ُ الجدول ُ الرقراق ُ بين دمي
وينثر ُ الورد ُ من دمعاته ِ العسلا
لمن سنترك ُ هذا الورد ُ مكتئبا ً
فيا سُليمى تعالي ..
فاز من وصلا ..
أ . د . باقر السماوي الربيعي
السماوة - العراق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني