ثائر محفوض
من يشتري عرباً قد بعته عربي
فالجلد يهرشني من كثرة الجرب
إنّي أبيع جماداتٍ ولا أسفاً
ويحكم السّوقَ شرعُ العرض والطّلب
في كلِّ مشيخةٍ يغفو أبو لهبٍ
في كلِّ مملكةٍ حمّالةُ الحطب
تاريخنا خَرِفٌ والسّفر يجلدني
قد مزّق الرّوح بالبهتان بالكذب
بعد الفراغ ملوكٌ صمتها أدبٌ
والنّطق ينبيك عنهم قلّةَ الأدب
وجه الثكالى جهيمٌ في عروبتها
تباع في صفقات الذّلّ والعجب
كلُّ السّيوف كبت في غمدها هلعاً
للرّقص يُصنع سيف الفارس العربي
إنّي أبيع همومي مذ عُييتُ بها
بئس البضاعة إذ شاري الهموم غبي
لاخير في عرب الصّحراء مافعلوا
كم قسّموا بلداً أو مثّلوا بنبي
كلّ القبائل في الأنساب كاذبة
جهراً أقول لهم أنكرته نسبي
وأحرق الحسب الموشوم في جسدٍ
ولا أبالي إذا ضيّعته حسبي
قد بدّلوا مثل حرباء مواقفهم
وكالجمال بحقدٍ طيلة الحقب
ربّوا الدّواعش والسّاطور صنعتهم
وخرّفوا الدّين في ذقنٍ وفي شنب
يعلو قفاك ويهوي الرّأس منخفضاً
فكيف تبلغ ما ترجو من الطّلب
إنّي أصلّي على صخر الضّياع هنا
كالطّير فوق كروم التّين والعنب
فالحزن كسّر أضلاعي وطحّنها
كصوتِ نايٍ شدا من حرقة القصب
ياريح هبّي على العربان واقتلعي
كلَّ الخيام لنار الموت واللهب
سوريةٌ كتبي والشّمس تحملني
هامت تراقصني الأطيار في طربي
أقول شعري وما أنصفتُ حاكمهم
ولست أبدي ببوحي قلّة الأدب
ولست أرجو بباب الذّل مكرمةً
ولن أخالط روح الشّعر بالوصب
إنّ الرّجال جبال في مواقفِهم
والفرق يُعرف بين الزّنك والذّهب
الشاعر السوري : ثائر محفوض
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني