غزة ومقاومتها إرادة لا تهزم .... وهي دائما تكشف الأقنعة، والنتن ياهو سيغرق المنطقة والعالم بحرب شاملة....
من أهم الحقائق التي تم تثبيتها وتجلت في معركة (طوفان الأقصى، الثورة الكبرى) هي أن غزة ومقاوميها إرادة لم ولن تهزم، ومقاومتها مستمرة لتحقيق النصر تلو النصر والتحرير تلو التحرير، وأنها هي من يتحكم بقلب وتغيير كل المعادلات العسكرية والسياسية والإعلامية في المنطقة والعالم، وهي من يعيد الشعب الفلسطيني والأمة والعالم إلى القضية الفلسطينية، وبأن لنا وطن محتل يجب تحريره من ذلك الكيان الصهيوغربي المحتل وبكافة السبل المتاحة، وأنها تكشف الأقنعة العربية والعالمية، وأنها قادرة على تحقيق ذلك وبأساليب وخطط عسكرية وأسلحة بدائية وصناعة وطنية تتطور يوما بعد يوم، وأنها قوة لا يمكن هزيمتها أبدا، رغم الحصار والعقوبات والملاحقات والمراقبة لتحركاتهم من كل أجهزة ذلك الكيان وداعميه في أمريكا خاصة والغرب عامة منذ عقود....
ورغم كل ذلك قام المقاومون في كتائب عز الدين القسام ورفاقهم في سرايا القدس وغيرها من الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية بمعجزة كخطة أولية تظهر كيفية تحرير مستوطنات غلاف غزة، هذه الخطة أذهلت الكيان الصهيوني المحتل وداعميه وكل العالم وجعلتهم في حالة إرتباك وذهول، وأظهرت هشاشتهم وضعفهم وجبنهم وإنهيارهم بشكل كامل، وفشلهم وخوفهم من وفي مواجهة المقاوميين وجها لوجه، وهرب جنودهم وضباطهم من معسكراتهم المدججة بكل أنواع الأسلحة العسكرية الأمريكية والأوروبية وترك مواقعهم وسلاحهم ودباباتهم وطائراتهم وناقلات جنودهم وكل عتادهم بل وترك جنودهم القتلى والجرحى وقطعان مستوطينهم وأهاليهم وعائلاتهم في المستوطنات وفي الميادين، وإستسلم المئات منهم لمقاوميين غزة العزة ذوي البأس الشديد...
وأيضا أكدت هذه المعركة بأن هذا الكيان الصهيوني المصطنع أوهن من بيت العنكبوت، وأن تحرير فلسطين سهل أكثر بكثير ما يتصوره ويعقده البعض إذا توفرت الإرادة المستقلة التي لم ولن تهزم أبدا في قلوب وعقول الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والإسلامية، لذلك كانت معركة إستراتيجية ناجحة بالعلم العسكري في خططها وسريتها وموعدها ودقتها وسرعة تنفيذها، وأيضا في نجاح أهدافها المرسومة، نعم إنها معركة ستسجل بتاريخ مقاومة الشعب الفلسطيني والأمة كاملة بأسطر من ذهب، من خلال تلك الإرادة والإيمان المطلق بقضيتهم وحقوقهم الشرعية بإقامة دولتهم الفلسطينية العربية المستقلة من البحر إلى النهر وعاصمتها الأبدية القدس كاملة أبى من أبى وقبل من قبل....
وللأسف الشديد ورغم أن الكيان الصهيوني والعالم أجمع ذهل وإنهارت أعصابهم وأرتجفت قلوبهم من الخوف ووقفوا على قدم واحدة من سرعة تنفيذ تلك العملية الخاطفة الناجحة، إلا أن البعض المندس والعميل من حملة الأقنعة المتعددة التابعين للكيان الصهيوني ولأمريكا ولأوروبا حاولوا وما زالوا يحاولون التقليل من شأن تلك المعركة بل والتشكيك بها، بالرغم من أنهم شاهدوا بأبصارهم تلك العملية لحظة بلحظة، ويبدوا أنه من شدة الذهول لتلك المشاهد عميت أبصارهم وتجمدت بصيرتهم، فهم صم عمي لا يبصرون، ومنها مشاهد الدخول للمقاومين برا وبحرا وجوا والسيطرة على المعسكرات بكل ما فيها وكسر هيبة ذلك العدو الصهيوني، وأسر الضباط والجنود والمدنيين المسلحين من بن غفير وسوترتش المتطرفين، وهي مشاهد أشفت صدور قوم مؤمنين ورفعت رؤوس الأمة وكل أحرار وشرفاء العالم عاليا، وغاب عن بصيرتهم أن هذه الهزيمة ليست الأولى ولا الأخيرة لذلك الكيان المنهار الهش فهزائمة كثيرة وبإعترافات وتقارير قادته السابقين في كل الحروب التي شنها على دول الأمة أو على المقاومة في غزة وفي لبنان...
هذا غير أن هذه العملية الناجحة أجبرت العدو الصيوني بإستدعاء ٣٠٠ ألف جندي من الإحتياط ومعظمهم رفض ذلك خوفا على حياته، وأجبرت الملايين من اليهود وقطعان المستوطنين النزول في الملاجئ كالفئران، ومعهم زعيمهم النتن ياهو وكل اعضاء عصابته وقادة جيشه الجبناء، وقتل مئات الجنود والمسلحين من قطعان المستوطنين وأسر الكثير، لذلك يقوم ذلك الكيان الصهيوني الفاشل والمهزوم بطلب العون من مؤسسيه وداعميه في أمريكا وأوروبا المهزومون في العراق وأفغانستان وفي أوكرانيا، ولعجز وخوف داعميه من المواجهة مع المقاوميين ومحورهم يقومون بالتصريحات والتهديدات بإرسال البوارج الحربية ودعم كيانهم الصهيوني بكل الأسلحة ومنها المحرمة دوليا، وبنفس الوقت يدخلون الوسطاء العرب لإنهاء عملية طوفان الأقصى وإيقاف ضربات المقاومة وصورايخها عن مستوطنات ومدن كيانهم الصهيوني المهزوم، ويطالبون الوسطاء بأخذ التطمينات من محور المقاومة بعدم ضرب بوارجهم وقواعدهم المنتشرة في المنطقة وهذا لم ولن يحصلوا عليه من محور المقاومة....
ولعجز جنوده عن مواجهة المقاوميبن في مستوطنات غلاف غزة، يقوم النتن ياهو وعصابات جيشه وطيرانه بقصف المدنيين في غزة بآلاف الأطنان من الصواريخ والمتفجرات والقنابل العنقودية...وغيرها من الأسلحة المحرمة دوليا، ويرتكب جرائم إبادة جماعية بحق شعب غزة أمام مرأى من المجتمع الدولي الكاذب والمنافق بكل دوله، للضغط على المقاوميين في الميادين وجعلهم يعلنون الإنسحاب من المستوطنات إلى غزة، وكل تلك الجرائم المرتكبة لغاية اللحظة محاولة من النتن ياهو لرفع معنوياته ومعنويات جيشه المنهار وشعبه الذي هرب للمطارات للعودة لديارهم، وليثبت زورا بأنه حقق شيئ ما ويدعي بأنها مواقع عسكرية للمقاومة، وهو قصف وإبادة جماعية للمدنيين وتدمير شامل للبيوت والجمعيات الخيرية والمستشفيات والمساجد والكنائس وحتى المدارس ومراكز منظمات الأمم المتحدة الأونروا، وذهب الآلاف من الضحايا المدنيين من شيوخ ونساء وشباب وأطفال ما زالوا تحت الأنقاض للأسف الشديد لغاية كتابة تلك السطور...
ورغم كل ذلك فإن المقاومة الفلسطينية ومحورها صامدون ثابتون مستمرون بالمعركة، وفي كل الميادين إلى أن تحقق كل أهدافها، ولم ولن تخيفهم التهديدات ولا الدعم اللوجستي ولا وصول البوراج لمياهنا الإقليمية، بل ستكون فرصة لهم للثأر والإنتقام لكل الجرائم التي أرتكبت بحقهم وبحق شعوبهم منذ ٧٥ عام من الإحتلال الصهيوني، وممن سهل لهم وأسسهم ودعمهم وما زال يدعمهم، وهو شريك لهم بكل تلك الجرائم، لذلك يجب على الكيان الصهيوني وداعميه في أمريكا وأوروبا أن لا يستهينوا بالمقاومة الفلسطينية خاصة وبمحور المقاومة عامة وبسلاحهم وبأقوالهم وأفعالهم لأنهم إن قالوا فعلوا وصدقوا، وهو محور قوي جدا أعد لهم لا عين رأت ولا أذن سمعت، وعليهم أن يفكروا جيدا ويقفوا مطولا ويراجعوا حساباتهم، ويتم لجم النتن ياهو ليتراجع عن قصف الأبرياء المدنيبن وعن إجتياح غزة بريا، لأنها لن تكون كما يتوقع النتن ياهو وبعض مشجعيه بن غفير وسوتريش، وبأنها مجرد نزهة سعيدة لغزة، بل سيجدون الموت في مداخلها وحارتها وشوراعها وزقاقها وبيوتها وفي كل مكان، وستكون كارثة وهزيمة عسكرية أخرى لهم تضاف في رصيد هزائمهم المتعددة، ومقبرة لجنودهم ومحرقة لدباباتهم وآلياتهم، وإن وقع الإجتياح قد تتوسع المعركة وتتمدد مع كل مكان يتواجد فيه محور المقاومة في المنطقة والعالم، لتصبح حربا شاملة كما يريدها النتن ياهو وبن غفير وسوترش المتطرفين الفاشيين النازيين والمهزومين والغارقين، والذين سيجرون أمريكا وأوروبا وبوارجهم وجنودهم إلى الغرق في أعماق بحر غزة ومياهنا الإقليمية بل في كل البحار....
وهي معركة طوفان الأمة لتحرير الأقصى وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، وبشرى خير ببداية التحرير الكامل لفلسطين والأراضي العربية الأخرى، تفاجأ بها الكيان الصهيوني وداعميه وحتى القادة العرب والجيوش والشعوب العربية، وأشفت صدور قوم مؤمنين من مسلمين ومسيحيين وحققت النجاح والنصر، وأثبتت أن غزة ومقاومتها وشعبها الفلسطيني ومحورها المقاوم وكل الشعوب العربية والإسلامية إرادة لم ولن تهزم أبدا، وأننا قادرين على تحقيق التحرير الكامل والنصر النهائي على ذلك العدو الصهيوني وداعميه في امريكا وأوروبا، وقادرين على طردهم من فلسطين والمنطقة برمتها كما طردوا سابقا في الماضي البعيد والقريب، يرونه بعيدا ونراه قريبا بعون الله تعالى لمحورنا المقاوم...
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...
كاتب ومحلل سياسي...
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني