طوفان الأقصى.. صمود وتضحيات مستمرة
بقلم: مي أحمد شهابي
ينسلون من السهول والمرتفعات.. ومن كل حدب وصوب..
وبأيديهم أمل الغد القادم.. وبنادق التحرير
وقصيدتهم الحق والمقاومة..
أيها الفتى الكنعاني القتيل بغرامك..
صمتك المؤدب..ونضالك الدؤوب..
وانت تحمل في ذهنك خارطة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، تحركت نحو النصر، فكنت بنك الدم الذي يوزع الكرامة والعنفوان على كثير ممن استباحوا عرضنا وانتهكوا حرماتنا..
لم يعد يخفى على أحد قصة البطولة والملاحم التي يسطرها أبطال المقاومة الفلسطينية تحت شعار الكفاح المسلح، والتي فاقت الوصف في التحكم والصمود أمام تخاذل العالم وصمته.
فليس ما جرى منذ أيام ببعيد أو غريب عن شعب فلسطين، فبالأمس كانت الانتفاضات الثلاث وغيرها من معارك الكر والفر، واليوم معركة طوفان الأقصى. ولأن البطولة لا تقاس بالعدد بل بالمعيار، فقد اعتبر الجيش الصهيوني حركات المقاومة حبراً على ورق.. فكانت الضربة التي قسمت ظهره وكانت نداً له وهو الذي كان يعتبر نفسه أقوى جيش في العالم..
ونتيجة الزلزال الذي ضربه في ٩ أكتوبر، والذي اعتبره يوماً أسود في تاريخ سلطته، وبعد أن فقد أعصابه وارتبك بكل مؤسساته. وجد له سند في الغرب وفي مقدمها الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي، والتي خشيت أن تهتز أسس هذا الكيان. فسارعت إلى الوقوف معه ودعمه بشتى الوسائل ورافعة راية حقوق الإنسان. بعد أن تناست على مدى سبعون عاماً أو أكثر حقوق الإنسان الفلسطيني في أرضه وحقه في تقرير مصيره.
لم يكن غريباً هذا الموقف ولكنه، كان غريباً في شدة تعاطفه حتى وصلت حد إنكار كل الحق الفلسطيني للدفاع عن نفسه وحقه في دولته المستقلة.
غزة الآن تعيش أضخم وأعنف مجزرة مارسها العدو في تاريخه الدموي، وطائراته تدك البيوت بقذائف وصواريخ فوق رؤوس أصحابها.. وتسعى كما قال رئيس سلطتها نتنياهو <<سنجعل غزة غير صالحة للحياة>>.. طبعاً الوضع ليس بالسهل على أهلنا، جرحانا، شهدائنا.. لكننا واثقون بأن غزة التي أبدعت أسطورة الطوفان قادرة على الصمود، ورد العدو إلى نحره هو وكل من يقف وراءه..
وفي مشهد عز نظيره، تكاتفت وسائل الإعلام الغربي مع حكوماتها الغربية اليمينية والمنحازة بكل جوارحها مع الكيان الصهيوني في إدارة عملية سياسية كبرى تستهدف ما جرى وتحويلها لخدمة الكيان الجلاد..
ولا شك أن إمعان العدو الصهيوني في عدوانه البربري على قطاع غزة يمكن ان يؤدي في حال استمرارها إلى تفجر الأوضاع في كل المنطقة. ولاسيما من الجبهة الشمالية حيث التوتر والترقب يزداد في كل لحظة، سواء من سوريا أو لبنان.
وللأسف فإن ردود الفعل التي قامت حتى الآن لم تكن بالمستوى المطلوب سواء على المستوى الفلسطيني أو العربي أو الدولي، لرد هذه الهجمة الإعلامية على أعقابها..
وعلى كل حال يترجم أبناء شعبنا الفلسطيني مصنع الأبطال أفعالهم على الأرض. والتي هي أقوى من كل الكلام والأفعال..
ونأمل من كل قلوبنا أن تتمكن جماهيرنا في غزة من الصمود في هذه الفترة العصيبة رغم كل الصعوبات التي تواجهها ونأمل أن يكون النصر حليفنا الدائم..
طوبى لبطون حملتكم.. طوبى لأرض أنبتتكم..
طوبى لسماء رفعتكم.. طوبى لبحر عانقكم..
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني