يشكل الإعلام المقاوم حالة الوعي لدى الأمة في مواجهة الحرب على غزة..
إن الصورة التي يقدمها الإعلام دائماً ما تنطبع في ذهن المشاهد, وبالتالي تُساهم في رسمهم وعقولهم الذهنية تجاة القضايا الوطنية والقومية المصيرية العربية من شأنه أن يؤثر على سلوكهم ومعتقداتهم وانطباعاتهم اليومية, فضلاً عن أن المتابع والمُشاهد لهذه القضايا يضع نفسه لا شعورياً في موضع المدافع والمقاوم, ويتصرف بالطريقة التي يتصرف بها النخبة من الجمهور المثقف.
و يتضح من خلال ذلك الدور المميز للإعلام في تشكيل الوعي العام للأمة, في ظل الفوضى الخلاقة والعولمة وما يسمى "حرية المعلومات " التي لم تعد مقتصرة على عرض القضايا وتشكيل الوعي لأفراد المجتمع, بل توضح مساوىء الأنظمة العربية الرجعية الحاكمة, وبهذا التصور يزداد دور الإعلام على وجه الخصوص والمواجهة الشعبية والثقافية والإعلامية بشكل عام في تكوين الصورة لدى عموم الشعوب العربية, وتُعد الوسائل الإعلامية جانباً مهماً في حياتِنا اليومية, فهي تعمل على تأدية الأدوار المُهمة في مُجريات الحياة والتأثير فيها, فنحن نستمد منها الكثير من معارفنا, لذلك حققت أهمية كبيرة في التأثير, خاصة بعد تلك التطورات التي شهدتها البلاد ومع ظهور العولمة, ووسائل التواصل الاجتماعي, لذلك ركزت الدراسة على واحدة من أهم تلك الوسائل ألا وهي الإعلامية..
حيث يعتبر الإعلام من أكثر الوسائل الاتصال تأثيراً في مجتمع الفئات المُختلفة في المجتمع, حيث أنها تحولت من أداة لمُجرد عرض الأحداث إلى أداة وعي وتعليم, ومُحاكاة الواقع من إحداث تغيير في مسارالواقع, وفضح ما هو خطر واقع على مصير الأمة العربية..
و من هذا المُنطلق تعتبر الصورة من أكثر الوسائل تأثيراً في مجال السياسي, لكونها تؤدي رسالة إتصالية إيجابية أو سلبية ذات تأثير, فمنها ما هو موجه ومنها ما يُراد منه تكوين الأفكار و منه ما يسعى إلى تحقيق سياسة التطبيع الثقافي, وتهدف هذه الدراسة إلى معرفة العلاقة بين الصورة والإعلام في المجال الثقافي والسياسي, ودورهم في تشكيل الوعي الوطني في المجتمع العربي..
الهدف الإعلامي وأثره على الوعي :
يمتلىء عادةً المجال السياسي والثقافي بالعديد من الأعمال الثقافية والفنية في كل مرحلة مختلفة, حيثُ تتيح الثقافة من خلال مرونتها الكشف عن العلاقة بين الصورة والإعلام , والنظام السياسي, ونجد أن الأزمات والنكسات التي تَمر بها الشعوب يستطيع الإعلام ببعده الثقافي والسياسي أن يكون انعكاساً له, ويترتب على ذلك أنه يؤثر على صانع القرار باعتباره ممثل عن مؤسسات المجتمع, وبالتالي نجد أن العلاقة بين الإعلام والثقافة, وحتى (السياسة) من الإشكاليات التي طرحت مُنذ عقود للنقاش و ما زالت حتى اليوم, وذلك بفعل التجديد والتطورات المُتسارعة والتي تُميز الإعلام والصورة الثقافية به..
وقد تطرح هذه الدراسة تساؤلاً رئيسياً هو ما أثر الصورة على الوعي الثقافي في المجتمع العربي منذ إقامة العلاقات التطبيعية بين الدول الرجعية والعدو الصهيوني, وخاصة من فترة اتفاقية كامب ديفد السادات أي في مصر ودولة الاحتلال الصهيوني, وخروج مصر من جبهة الصراع العربي الصهيوني, ومن هنا يصبح المتغير المستقبلي الصوري في المجال الإعلامي, هو المتغير التابع للوعي الثقافي للأمة, إلى جانب التساؤل الرئيسي لهذا البحث, والذي يسعي للإجابة عليها,
1- ما هي علاقة الصورة بالنظام السياسي العربي الرسمي؟
2- ما هي أهمية الصورة كأحد أدوات الإعلام المقاوم في تشكيل الوعي الثقافي والسياسي لدى أفراد المجتمع.
3- ما هي التحولات التي طرأت على الصورة بعد التطبيع الدرامي, وظهور سياسة التطبيع بشكل علني؟.
4- هل نجحت الصورة في معالجة الواقع العربي بدون تدفق إعلامي, وبالتالي ساهمت في تشكيل الوعي الثقافي للمشاهد العربي؟.
ويتعرض موضوع البحث لمجموعة من العناصر, ومنها عامل الإنتاج الفني الدرامي الذي أصبح متاحاً لمؤسسات الإنتاج أن تنتج ما يشتهي العدو من الأفلام والمسلسلات الدرامية التي تستنزف عقولنا وثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا, وأيضاً نجد عامل وسائل التواصل الاجتماعي متل اليوتيوب, الذي يجعل الأعمال الدرامية المختلفة تنتشر بصورة كبيرة, وهذا يساعد الناس على مشاهدة هذه المنتوجات الدرامية التطبيعية, وما يدور من علاقة ثقافية في نشر سياسة التطبيع, وخاصة بين الشباب المتمرد على الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والقيود التي فرضت عليهم من قبل الأنظمة العربية الرجعية, وكذلك عامل الرقابة الفنية الذي أصبح في تضليل وضوح العلاقة بين المؤسسات الانتاجية الفنية والنظام السياسي ودورهما في التأثير على الوعي الثقافي, ولقد شهد هذا العام العديد من النكسات الثقافية والسياسية وتعرضت الدراما العربية للغزو من قبل الكيان الصهيوني وعملائه المتطبعين.
الكاتب والباحث الإعلامي الدكتور: فضيل حلمي عبدالله
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني