ashtarpress

وصف الموقع

وكالة الأنباء عشتار برس الإخبارية موقع إعلامي شامل , نسعى من خلاله للنهوض بالمشهد الإعلامي والثقافي في وطننا العربي وفي جميع القضايا الحياتية ، كما نسعى الى تقديم كل ماهو جديد بصدق ومهنية ، تهمنا آراؤكم واقتراحاتكم ، ونسعد بمعرفتها ، كونوا دائما معنا كونوا مع الحدث . تنويه : تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع وكالةالانباء عشتار برس الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت , ولأي سبب كان , ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ,او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الأنباء عشتار برس الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.


إعلان الرئيسية

طـوفـان الأقـصـى

النشرة الإخبارية

اسرائيل كيان صهيوني.. تفكيك البروباغاندا المتسلقة

د.نعمه العبادي

اسرائيل كيان صهيوني.. تفكيك البروباغاندا المتسلقة  د.نعمه العبادي

برعت الماكنة الاعلامية الصهيونية وبمساندة من الامبريالية العالمية وتماهي من الحكومات والسلطات الفاقدة للشرعية الشعبية والمعتمدة على العامل الخارجي، ومعهن تآمر منظم، وسفاهة شعبية لقطاعات واسعة من المجتمع، في الانتقال بتوصيفات الكيان الصهيوني من محطة الى محطة، فبعد ان كان العربي والمسلم يشعر بوخزة في جسده، عندما يقول كلمة (اسرائيل) دون ان يقول الكيان الصهيوني، اصبح الحديث علنيا من قبل حكام وملوك ودول عن شراكات استراتيجية واحلاف تعقد مع هذا العدو الغاصب، وقد تم انزال اسرائيل من تصدر قائمة العدو الاول ليدفع بها الى الخلف، مقابل شيطنة ايران، ووضعها في موضع اسرائيل، بحيث صارت حكومات وشعوب مغفلة تجتر مقولة " ايران هي العدو الحقيقي للعرب".


ان هذا الوعي المزيف والثقافة المشوهة لم تخلق بالمصادفة، ولم تكن وليدة اللحظة، بل هي عمل دؤوب ومنظم تقوم عليها دول ومؤسسات وجيوش من الاقلام والقدرات، وينفق لاجلها المليارات من الدولارات منذ عقود، ليتم تطويع الوعي الشعبي المغفل في بعض الدول ليتقبل هذا الكيان الغاصب، ويتحدث عن عدم جدوى الصراع، وان القضية الفلسطينية شأن محلي، وفي ذات الوقت يتكلم عن شراكات ضرورية مع اسرائيل.


انطلاقا من هذه الاشكالية، لا بد لنا ان نتفحص مقولات هذه البروباغاندا، ونفكك مرتكزاتها، ونقرأ ما خلف سطورها، عبر حزمة اسئلة معرفية، تتجاوز التعبئة الايدلوجية، وتنتهج طريقا معرفيا دقيقا، يغور في الاعماق، ويشخص العلل والاسباب، ويرصد التداعيات.

فهل ان الكيان الصهيوني حسن من مسيرته او غير اهدافه التوسعية او بدل عقيدته وايدلوجيته القائمة على فكرة ضرورة تدمير كل بلدان المنطقة والاستيلاء على ارضها وخيراتها، وان هذا الامر هو وعد إلهي لابد من تحقيقه، ولاجل هذا التبدل كان من الطبيعي ان تتحسن النظرة إليه ويتغير الموقف تجاهه؟ وإذا كان الجواب بالايجاب، فما هي مؤشرات هذا التبدل، وهل ان هناك حقائق ملموسة تؤكد صدق نواياه؟ لماذا يتمترس العالم الغربي بشكل اعمى خلف اسرائيل ويجد التبريرات لافعالها، ويضغط بإتجاه تبديل المواقف الرسمية والشعبية حيالها، فهل ان هذا العالم مجبور ومكره على هذا الموقف ام ان هناك مصالح ومكاسب تحركه لهذا الموقف؟ هل ان هناك قوى ووجودات خفية نافذة اكبر من الدول والانظمة تدير ماكنة تبديل صورة الكيان الصهيوني وتعيد رسمها في الاذهان العامة، وتعيد ترتب قائمة الاخطار التي كان الكيان في صدارتها؟ وكيف تم تبديل ايران مكان هذا الكيان الغاصب بحيث صار الكثير من السذج والحانقين يصدقون ان عدوهم الحقيقي هو ايران وليس اسرائيل؟ وكيف تم التدرج في هذا الانزياح الفكري والنفسي والتربوي بطريقة نقلت الكيان من صهيوني غاصب وغدة سرطانية الى شريك استراتيجي لأمن المنطقة؟ ما هي الادوات التي  تمت عبرها ادارة هذه الحرب الناعمة المعززة بالادوات الصلبة، ومن هي الجهات والاطراف التي مولت هذه البرباغاندا ودعمت نتائجها؟ ولماذا تضائلت حساسية مجتمعات مسلمة وعربية تجاه هذا الكيان الغاصب؟ وكيف يستثمر الكيان الصهيوني في التسلط والوحشية التي تدير بها معظم الانظمة العربية دولها؟ وهل هناك جهد منظم وكفوء يرتقي لمواجهة هذه البروباغاندا؟ وما هي مسؤولية النخب والمجتمعات تجاه هذه الدعاية الزائفة التي استطاعت ان تضلل عقول الكثير من الحاقدين والسفهاء؟


وبالانتقال الى مرحلة ما بعد حرب غزة، هناك حزمة جديدة من الاسئلة، تتصل بالتساؤلات السابقة، فهل ان حرب غزة خللت بناء هذه البروباغاندا وزعزت كيانها؟ هل ان المواقف الساذجة والحاقدة التي تأثرت بالدعاية الصهيو- امريكية، لا تزال على ذات موقفها ام انها تغيرت بسبب المجريات الجديدة؟ وهل ان معطيات حرب غزة وطوفان الاقصى خلقت بيئة جديدة لخلق معادل موضوعي فاعل لمواجهة هذه الدعاية؟ واذا كانت الاجابة نعم، فعلى من تقع المسؤولية، هل على النخب ام على الشعوب؟ وكيف ومن اين ينبغي ان نبدأ.


في لحظة مظلمة، كادت هذه البروباغاندا، ان تطبق على المنطقة بمنطوقها الزائف، في ظل تراكض الحكومات والدول المطبعة، وهي تتسابق في مسيرة هرولة جبانة من اجل كسب رضا الاسياد في امريكا واسرائيل، إلا ان طوفان الاقصى، قطع الطريق على كل الصفقات، واعاد تعريف العدو بشكل دقيق، حيث استفاقت الكثير من القطاعات الشعبية المنومة وهي تشاهد حقيقة هذا العدو الذي لا يمت للانسانية بصلة، وفهمت حقيقة ما يجري في المنطقة.


لا تزال مغذيات الخداع، تمول مقولة "ايران هي العدو الحقيقي للعرب وهي الخطر الاكبر على امن المنطقة"، ويستثمر الصهاينة واصدقائهم من الحكام الخونة في هذه المقولة، فهي الغطاء الوحيد الذي يحاولون التستر به لتغطية وقاحتهم وسلوكهم، ولتعطي مبررا يؤجل المواجهة الحقيقية مع الكيان، لذا ينبغي ان تنطلق مسيرة تفكيك هذه البروباغاندا المتسلقة من هذه النقطة.


لا تدافع هذه المقالة عن اي تدخل خارجي مهما كان عنوانه او مبرره، وترفض كل اشكاله، وتدعو لوعي حصيف يفرق بين العلاقات المنتجة والضرورية وبين التبعية والخيانة، وفي ذات الوقت تكشف زيف الكيان الغاصب لتعيده كيانا صهيونيا لا شرعية لوجوده مهما قيل عن مبررات وجوده.

د. نعمه العبادي

العراق

009647722093910

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button