ضمير .. للشاعرة الأديبة د. ندى وردا أوراهَم
لا تُوقظوا الحلمَ يا سادة !
دعوهُ يغفو في سُباتٍ عميق
هنا يُريحُ النّبضُ فؤادَه
على وسادةٍ من ضمير
دعوا الأمانَ يغمره
لا حاجة له لريشِِ النّعام
و لا فراش من حرير
حلمي بسيط جدّاً
أن يعمَّ الأرضَ السّلام
أن نلملمَ فتافيتَ الموائد
لإطعام العصافير
و نعجن الصَّبرَ خبزاً
بخميرةٍ من شقاء السّنين
هناك في السّماءِ نجمةٌ
أرشدتْ يوماً المجوسَ
حين وُلدَ ابنُ مريم
و قُتلَ في بيتِ لحمٍ أطفالُ
من عمرِ الياسمين
حينها أصبحنآ نحمل
الصّليبَ وجعاً
و نعدُّ النّجومَ لهواً
نطهّرُ القَدَرَ بزيتِ ميرونٍ و بخور
نتلو المعوّذاتِ في بيوتٍ
تستحضر الأرواح
و نرنّم ترانيمَ الصّباحِ
على صحونٍ فارغةٍ
تتضرّع إلى لقمةِ الرّحمةِ و العزاء
ألذلكَ أرسلَ اللهُ الأنبياء ؟!
ها هي العهودُ تُنتقض
تُرفعُ آذانُ المساجدِ
و تُقرعُ أجراسُ الكنائس
سنعلن جهراً يا رفاق أنّ الحياةَ نكبةٌ
لا تُقتصر أبداً على عام الثّامن و الأربعين لا توقظوا حلمي !
دعوه يغفو في سبات عميق
نحن مَن تقيّدنا أحكامُ
السّياساتِ و الحروب
الجوع ..العطش و الفقر
الظّلم و الكفر ..
ندرك تماماً أنّ أغلبنا يتمنّى اليوم
ذلك الموت الرّحيم …
فما نفع الحياةِ إنْ اُغتيلتِ الإنسانيّةُ
و مات الضّمير!
ندى وردا أوراهَم
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني