من نحن ؟؟؟!!!!
** بقلم : صالح عزّام .
فجأة وجدت الجموع تهرول نحو الشفق الأحمر ...
وكانت أعداد من المثقفين يمشون خلفهم ببطء والمسافة بين الجمعين تزداد ...
أما الزعماء فكانوا يتمطون فوق حرير الأجسام على أسرتهم الفارهة يحاولون لبس سراويلهم الأنيقة الفرنسية الصنع ...
أفاقني من شرودي في هذا المنظر رنين هاتفي !!!
جاءني صوت ذلك الإعلامي الكبير هادئا مشبعا بنغمات عذبة من الجمال والصفاء والفكر الذي يغطي مساحات تلك الجموع التي أرقبها ويفيض باتجاهات التاريخ والمستقبل !!!
تجاذبنا في ساعة كاملة أطراف الزمان والمكان والفكر ...( نعم كلنا تلك الروح الممزقة أمام ذلك الشفق الذي ينزف دما ...)
فنحن عاجزون يا صديقي مكبلون ,,,)
إلى أن توقفت غارقا عند حدود سؤال وجودي كبير حفره الحوار في تلافيف مخي وعلى جلدي العربي ( من نحن ....؟؟؟ )
لا تستغربوا ولا تتعجلوا الإجابة عن هذا السؤال أيتها السيدات والسادة !!!
أعرف أن خيوط الإجابات بدأت تتسلل إلى ألسنتكم كخيوط عنكبوتية تلتصق في جدران أفواهكم باتجاهات مختلفة ...
أما أنا فبدأت الإجابة من الدهشة المحفورة على وجوه جيلنا ...
كم نحن مخدوعون ؟!!!
نعم كم أجرموا بحق جيل كامل حين حشوا رؤسنا بكتب الجغرافيا والتاريخ والعلوم والوطنية بهذر لا يتصل من بعيد أو قريب بالتاريخ ولا بالجغرافية ولا بالعلوم والوطنية ...
نعم نحن الجيل المخدوع
فقد أخبرونا بأنا تاريخنا واحد ومستقبلنا واحد ... وحين رأيت منظر الجموع أدركت بأننا مصابون ب( شيزوفرينيا) التاريخ والجغرافيا والفكر وحتى الحب ...
فنحن يا أخوتي في الإنسانية
في هذي الجغرافية الرملية الانزياحية كما علمونا أننا أمّة واحدة !!!
والحقيقة التي أفقنا على خدعتها أننا أعراق عدة قد تغلب عليها العروبة من خلال اللغة وهذي الأعراق حقيقة تختلف ...
فمنها البداوة _ وهنا لا أذم البداوة - لكنني أحاول توصيف طبيعتها فهي ديدنها الارتحال والتنقل والرعي بحثا عن أسباب العيش في المأكل والمشرب .
ومن طبيعتها ( الكر والفر )
فقد تكون ضيفا مكرما عند البدوي في يوم ... وفي يوم قريب قد يغزوك ويقتلك ويسبيك ...
فهذي هي طبيعة الصحراء الجلفة القاسية الرعوية ...
والبدوي لا ينتمي للأرض ولا للجغرافية ...
أعزائي لا تظنوا أنني ابتعدت في مقالي عن جوهر السؤال ( من نحن ) ...
ونحن هنا هذا الجيل المخدوع ربما ننتمي إلى ما يشبه الحضارة حيث تشكلت قرى ومدن استقرت في الأرض وارتبطت بها وعرفت معنى جغرافية وجودها فنراها متمسكة بهذي الجغرافية وترى الحدود المكانية غلافا لوجودها لكننا في الحقيقة لم نصل إلى مستوى الحضارة ... فالحضارة هي التي توحدنا مع الوجود الإنساني في فكرنا ومنجزنا العلمي وهنا أعترف بأننا في هذي الجغرافيا الغارقة في تاريخها لم تخطُ باتجاه الحضارة ...
ما الذي يدفعني لهذا القول أيها الأعزاء ؟؟؟ إنّه الفكر والعلم والمنجزات الحضارية في هذا الكون حيث بدأ المنجز الإنساني العلمي يتحدث عن نظرية الأكوان ... فالكون الذي نحيا في حدوده الجغرافية الهلامية الانزياحية هو ذرة رمل تائهة في الربع الخالي !!!
نعم فما بالنا بجغرافية الدول ؟؟؟!
لن أطيل في تفصيل المقال لأن الفكرة تحتاج إلى مقالات بعدد كل اتجاه من اتجاهاتها ...
لكنني أعود إلى منطلق الجموع والأعداد والزعماء ... لأحاول الإجابة عن السؤال:
( من نحن في مقال يتبع )
** بقلم : صالح عزّام .
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني