ماذا أقول لناهد / للشاعر مهدي عبد اللطيف رستم
ماذا أقول لناهد ذات كعب معصر
رمت بطرفها نحونا فزاد شوق مولع
ماذا أقول لطفلة تحبو بقلبي تظفر
كأنها نور الصباح أو نجم الثريا لامع
ماذا أقول لنجمة بين النجوم تتصدر
رأها مهدي كأنه لاقى النجاة بمصرع
ماذا أقول لظبي عدي وهو لروحي يأسر
لو أنه علم بوجدي لكان إلي يسرع
ماذا أقول لعينها والدمع العصي يتحدر
رقراق دمعها فاتر له حرقة ومسرع
ماذا أقول لخدها ذاك الطري و المبهر
وا خجلتي من خدها له بالقريض مطلع
ماذا أقول لرمشها والهدب جاء يثأر
من نظرة عاجلتها خوف المنية تقرع
ماذا أقول لكفها والكف منها ظاهر
وخنصر وسبابة رفعت تشير تضرع
ماذا أقول لخلخالها وله رنين شاهر
كأنه طرق الرعود والعبد منه يخشع
وا خيفتي من حجله إن دق تتبعه بواتر
أصم حجله عنوة والصوت ليس براجع
ماذا أقول لحزنها وأنين قلبها يئن ثائر
وشوق سدل ستوره والليل الثقيل هارع
ماذا أقول لصحبها حتى يراضو ويغفرو
وأزور ديارها والحمى مثل القمير ساطع
ماذا أقول لسارية والمسك يضوع وينثر
كأنه عطر معتق من تاج نرجس فارع
ماذا أقول لساعية قامت بليل مقمر
وأعتلت سرج الأماني والقيام مفزع
ماذا أقول بداجية و قميرها يتعثر
وقمير ربها ظاهر على الفيافي طالع
ماذا أقول في بادية والنجم فوقها تزهر
وستر الفيافي كاشف لأدهم يتضرع
ماذا أقول بمفازة أو غيلة كحد المشفر
ما مرها ساع بها إلا ولاقى المصرع
ماذا أقول وخابية تركت ودنها ساهر
وطال ليلي دونها وكان الطواف ممنع
ماذا أقول ورابية بديار سلمى تذكر
أضعت فيها غايتي وكانت لقلبي مرجع
أيا أفراح بذي سلم ودعت فيها أشقر
له وحيف وصدى بذات روحي يسمع
يا ويلتي من بسمة ببشوش وجه تظهر
ونظرة عهدتها لها وقع شفار المبضع
يا ويلتي من دمعة على بارق يلوح ومئزر
جادت بها من محجر وضممتها بأذرع
يا ويلتي من مقلة ترعى النجوم الأزهر
تسامر الطيف السمير بالسجية تدفع
يا ويلتي من حربة من القصار ترن وتزفر
وتنوش أطراف الحشا وللمعنى تصدع
يا ويلتي من نصلة ذات كعب كفيف أبتر
رمت جوانج مهجتي ولها وقيع موجع
يا ويلتي من زفرة بخافي الضلوع القصر
أخفيتها سبحا طويلا عن عيون وأسمع
يا ويلتي من زهرة تزهو من نرجس متكبر
بحوضه ورد المنايا لأسهم تتلى بأدرع
يا ويلتي من ليلة عواء ذئبها بهوج صرصر
والجن في عرصاتها لكل هائم يصرع
يا ويلتي من قبلة على الجبين الأزهر
وقبضة قبضتها تجزي الكرام وترفع
يا ويلتي من سرحة راض فيها أغبر
من وحش بيد أقحلت وعطلت مصانع
يا ويلتي من صحبة بهم الكريم لا يعذر
ويرقد بعتباتها كل هصور وليث مدافع
يا ويلتي من قربة جيد بطنها طعين يعقر
من شارب أو جاحد لسلسالها يتجرع
يا ويلتي في بكة شحيح أهلها مقدم وظاهر
وبيارق رأيتها على الدنية تهز وترفع
يا ويلتي في بلدة أشرار أهلها بالرذيلة تتصدر
وبصدر صدر حزونها خدور ولهابراقع
يا ويلتي من جادة عرفتها أيسر أمرها أعثر
وذاك نذير القرى ولأم القرى والمربع
يا غاية في ذات نفسي إن مت يوما أذكر
ولا أحيا إن لم أجود ولكل قرم أدفع
ونفس الفتى تسوقه لحيثها وثم به تغدر
ونفسي من نفس الكرام وعليها أربع
وواقر أو زاخر على أزور من قريش مشعر
إن لطم الأكمة فتأهبت وله بيان زائع
خاطرة من نظم وتأليف
مهدي عبد اللطيف رستم
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني