ashtarpress

وصف الموقع

وكالة الأنباء عشتار برس الإخبارية موقع إعلامي شامل , نسعى من خلاله للنهوض بالمشهد الإعلامي والثقافي في وطننا العربي وفي جميع القضايا الحياتية ، كما نسعى الى تقديم كل ماهو جديد بصدق ومهنية ، تهمنا آراؤكم واقتراحاتكم ، ونسعد بمعرفتها ، كونوا دائما معنا كونوا مع الحدث . تنويه : تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع وكالةالانباء عشتار برس الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت , ولأي سبب كان , ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ,او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الأنباء عشتار برس الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.


إعلان الرئيسية

طـوفـان الأقـصـى

النشرة الإخبارية

الأرض في النص الشعري الغنائي الشعبي الفلسطيني  

الكتور. فضيل حلمي عبدالله

الأرض في النص الشعري الغنائي الشعبي الفلسطيني / الدكتور فضيل حلمي عبدالله

"يقول المثل الشعبي الفلسطيني الأرض بتفرق شبر .. قالوا وأنتَ الصارق على ظفر".

جاء يوم الأرض في الثلاثين من آذار 1976, كتتويج لمسار نضالي وطني أدبي إنساني, بدأت ملامحه في الشكل بعد هزيمة 1948. حيث وجدت الجماهير الفلسطينية, التي لم تغادر وطنيها, نفسها وبشكل مباشر في أتون معركتين ضاربتين, الأولى هي معركة الأرض وحمايتها من المصادرة, والثانية هي معركة الإنسان, وحمايته من الاستلاب ومحو هويته الوطنية, وكانت تدرك أنها في سياق معركتها في الدفاع عن الأرض, تبلور شخصيتها الوطنية وتحميها من الاستلاب, وخلال هذا المسار كان الأدب الشعبي, في قلب المعركة, وكان المبدعون الشعبيون هم الناطقين الرسميين باسم الجماهير المناضلة, والمعبرين بصدق وأمانة, عن صمود الإنسان وتصديه لسياسة مصادرة الأرض, التي انتهجتها حكومة الاحتلال الصهيوني, في محاولة منها لاستغلال تدعيات الهزيمة على عقل ووجدان الإنسان, الذي لم يكن أمانة آلا أن يقبض على كل حفنة من التراب, يتنسم رائحتها الزكية, ويرص الكتف ألي الكتف دفاعاً عنها وحماية لها:


وفتحنا لبواب الفن غالين/ وقلوبنا من مزيد الشوق غالين/ كروم الناصرة عالكل غالين/ وأغلى من شي اسمو الذهب/ بلاد العز لاتقولوا نسي لها / اباترنا بايدينا نسلها /يارب بلادنا يكثر نسلها / ولكل شجرة زيتون اربع صحاب.


وتسجل الأهزوجة الشعبية صمود الجماهير في وجه رصاص العدو في أيار 1958, وهي تتصدى لسياسة مصادرة الأرض, مستمدة العزم من إيمانها وتمسكها بحقوقها الوطنية, ومن وعيها بانتمائها القومي .


والناصرة ركن الجليل/فيك البوليس مدحولي/ أرض العروبة تحررت/ديان شيل وارحل/ إخوننا في بور سعيد/ الهم تاريخ مسجلي/ لو  وقعت سابع سما/ عن أرضنا ما بنرحل.


كما يسجل الشعر الشعبي الفلسطيني بطولة الجماهير التي انتصرت على قرار موشي ديان بمصادر ألاف الدونمات من الأرض العربية في نحف والنبعة ودير الأسد بمنطقة شاغور بشمال فلسطين:


نادى المنادي في الجليل أرض العروبة للعرب/ شاغور مالك مثيل وترابك اغلى من الذهب/ وبوحدة رجال الشاغور امر المصادرة انشطب/ ديان امرك مستحيل بالوحدة راح ينشطب.


كما كان النص الشعر الشعبي الفلسطيني هو المعبر عن حالة التواصل والتفاعل النضالي الإنساني, بين الجماهير الفلسطينية في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة وأراضي 1948, بعد هزيمة حزيران 1967, فقد عكس هذه المسالة بعمق شديد, في كثير من الأغاني والأهازيج, التي ترسم صورة حية وقادة للنضال الجماهيري داخل فلسطين المحتلة, وتعبر عن توق الإنسان الفلسطيني للحرية, ونضاله من اجل كنس الاحتلال الصهيوني الغاصب:


مهما طول عتم الليل/ بتجليه شمس الحرية/ مهما طال الليل وطالوغطى سواده الأطلال/ عنا في الوطن أبطال تعيد شمس الحرية.


وهي صورة مشهدية, تمتاز باتساعها وغنى عناصر الفعل المكونة لها والتي تمنحها الحيوية والحركة, وينبني هذا الاتساع على الإيمان الواعي, بوحدة النضال الجماهيري داخل الوطن المحتل, عام 1967, أو تلك التي احتلت بعد هزيمة 1948, خاصة وان سياسة مصادرة الأرض, قذ أمتدت وتواصلت, في كل الأرض المحتلة, تقول الأغنية:


هبت أرباب الإعلام / تحيي الجرأة والإقدام/ شعب الضفة ثار وقام/ من غزة حتى اليامون/ هبت كل الملاين/ تحيا نابلس وجنين/ غزة ومعها برقين/ وحيفا وعكا وعفوله/ ويافا إلنا واللطرون.


ويرسم الشعر الشعبي صورة لنضال الجماهير الفلسطينية, التي تواصل تصديها, لمحاولات العدو الصهيوني قمع حركتهم النضالية بالاعتقال ومنع التجول, فيقول الشاعر على لسان الجماهير المنتفضة:


مش ممكن ندخل ملجأ/ لابالسيله ولا بعجه/ ومن الطيرة ومن برقا/ لساحات الميادينا/ على ارض الضفة في شعب يناضل/ من اجل الحرية اوقد مشاعل/ في الجليل الغالي, وغزة على الساحل/ وانت يافلاح وانت ياعامل/ اطرد من ارضك جيش الصهيونا.


أن الشعر الشعبي الفلسطيني لا يكتفي برسم صورة الحركة الجماهيرية الناهضة ضد الاحتلال, ولكنه يتجاوز ألي تبريرها, وصياغة مصداقيتها, المستندة آلي الوعي, بجوهر العدو الصهيوني, المتمثل في الاقلاع والاستيطان, تقول الأغنية:


ميجنا ياميجنا/ يابا الدهر دولابو دار بي/ وبصيح وفش عادل درابي/ يابا الحرامي صار ساكن دار بي/وعم يسميني مخراب ابواب.


 


أن احتلال الأرض/ الحرامي/ وغياب العدل/ فش عادل/ بقدر مايبرر حق صاحب البيت في النضال من اجل استعادته, فانه يفند في ذات الوقت كل محاولة لوسم هذا النضال بالتخريب, ويضعه في موقعه الصحيح, الذي يجب أن يكون في مواجهة الاحتلال/ الذين طردوا وسكنوا/ حتى استعادة أرض الجدود كما يقول النص:


مكرس حياتي جاي حرر الاوطان/ من اللي طردني من دياري وسكن فيها/ ارض الجدود من قديم الزمان/ بدمي وبدم اولادي بفديها.


وفي هذا المسار النضالي, المقاوم لسياسة الاحتلال, القائمة على الاقتلاع, ومصادرة الأراضي, من اجل بناء المستوطنات, وتحويل المزارعين الفلسطينيين آلي عمال من الدرجة الثانية في الاقتصاد الصهيوني انفجرت انتفاضة يوم الأرض, في الأراضي المحتلة عام 1948, ليمتد لهيبها إلى الضفة الفلسطينية وقطاع غزة, ويتجاوب معها الشعب الفلسطيني في مختلف بلدان اللجوء والشتات.


وقد تميزت صورة انتفاضة يوم الأرض في النص الأدبي الشعبي, بعناصره/ الأرض والدم والشجر والخيل والفرسان/ التي تكشف عن إرادة الشعب الفلسطيني الوهاجة, وتصميمه على حماية كل شبر من أرضه, تقول الأغنية:


لاجل الزيتونة والتوت واشجار الماند لينا / بدنا نحارب حتى نموت او ترجع فلسطينا.


وترسم الأغنية الشعبية المشهد الكامل ليوم الأرض, حيث يتوحد الإنسان بالوطن, وتتلون الأرض بالأحمر القاني, وتردد أغاني الشعب:


يا طلت خيلنا من قاع وادي / يا طلت خيلنا من قاع وادي/


عوايد رجالنا تكيد الاعادي / عوايد رجالنا تكيد الاعادي/


يا طلت خيلنا من دير حنا / يومك يارض والشعب غنى/


يا طلت خيلنا من كفر كنا / يومك يار ارض والدم غنى/


يا طلت خيلنا من مجد الكروم / دمك شبابنا على الارض بيوم /


يا طلت خيلنا من صوب عرابه/ لا جلك يابلادنا ضحوا الشباب/


يا طلت خيلنا من تل سخنين / يومك يا رضنا نحنا شاهدين /


يا طلت خيلنا من فوق الرامة /تسلم يا شعبنا يا بو الكرامة/


ياطلت خيلنا من ارض البعنة / بغني على بلادنا والجمع سامعني/


يا طلت خيلنا من ابو سنان / حبك يابلادي مكتوب على لساني.


ويستمر المبدع النص الشعري الشعبي في رسم صورة الفرسان, القادمين إلى معركة الأرض من كل القرى والمدن الفلسطينية, ليجسد بعملية تسجيل اسمائها في اللغة,شكلاًأخر من أشكال النضال, ضد عملية المصادرة والاسنلاب, وتكثيف الأغنية الخيار الوطني, الذي خرجت الجماهير به من المعركة, وهي أكثر ثقة بقدرتها, بعد أن جعلت من يوم الأرض مناسبة تاريخية تشهد على عزمها وتصميمها على مواصلت النضال حتى نيل جميع حقوقها الوطنية .


الدكتور: فضيل حلمي عبدالله


 


 


 

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button