تركيا تترأس الوسطاء بإستعانة أمريكية ومقترحات الدول السبع...والرد الإيراني الأول أوصل الرسائل لھم وحقق أھدافه
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي
كاتب ومحلل سياسي
جرت أحداث خلال الأسابيع الماضية وبالذات بعد الرد الإيراني المبارك الذي زلزل الأرض من تحت أقدام الكيان الصھيوني وداعميھ الصھيو غربيين، ويبدوا أنھ قد حصلت صفقة ما بين النتن ياھو ووزيرة خارجية ألمانيا ووزير خارجية بريطانيا والذين إرتفعت أصواتھم على النتن ياھو كما سرب من معلومات، او بين بايدن والنتن ياھو حتى لا يرد على الرد الإيراني، ويبدوا أن النتن ياھو أصر على الرد لبقاء قواعد الإشتباك والردع سارية المفعول كما يدعي، مع العلم أن الرد الإيراني ثبت قواعد إشتباك وردع وھجوم جديدة مع ذلك الكيان المارق وداعميھ الصھيو غربيين وعلى مستوى إقليمي، ويبدوا أن بايدن أعطاه الضوء الأخضر لكن بشرط أن يكون الرد على الرد الإيراني محدود، حتى لا يتلقى الكيان الصھيوني والقواعد الصھيوأمريكية غربية ضربة موجعة من إيران الإسلامية وفصائل محورھا المقاوم، وتصبح الحرب إقليمية وقد تتوسع إلى دولية...
لأنھم غير قادرين على مواجھة مثل تلك الحروب في المنطقة ولو إمتلكوا كل أسلحة العالم وجنودھ، والإتفاق الآخر بينھم على عدم دخول رفح مقابل الفيتو الأمريكي على عضوية فلسطين والإعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن، لأن دخول رفح وإرتكاب جرائم بحق ١.٥ مليون غزاوي أمرا لم ولن تسمح بھ إيران ومحورھا المقاوم وقد يردوا على ذلك، ويلحق بھم بعض قادة العرب والمسلمين، وأيضا دخول رفح لم ولن يجعل لھم لا حليف ولا شريك ولا وسيط في المنطقة، ولم ولن يبقي لھم أية مصالح في المنطقة برمتھا، وأيضا الضغوط الشعبية اليومية في أمريكا والغرب والكيان الصھيوني والعالم الذين يطالبون بوقف الإبادة الجماعية اللحظية واليومية والتجويع والحصار عن شعب غزة...
ويبدوا أن النتن ياھو شكك بالموقف والوساطة القطرية كعادتھ وأنھا لا تضغط على حماس لإنھاء إتفاق الأسرى، وغيرھا من الأكاذيب والدبلجة والحقد الأسود على مسؤولي قطر ليس لعدم نجاحھم بإدارة الوساطة ولكن لأن سياستهم ودبلوماسيتھم في الوساطة لم تعجب النتن ياھو وحكومتھ المتطرفة، ولأن ھناك من بعض الأعراب من يثير الشكوك حول دور قطر بالوساطة، وأيضا لأن قناة الجزيرة مع قنوات عربية أخرى كالميادين...وغيرھا كشفت كل جرائم الإبادة الجماعية الصھيونية بحق شعب غزة الغزة ونقلتھا للعالم أجمع، والنتن ياھو كان يطلب من أمريكا الضغط على قناة الجزيرة لجرھا لتنفيذ مخططات كيانھ الصھيوني في غزة وكل فلسطين، كما تم جرھا سابقا في المؤامرة على سورية والدول العربية في عشرية النار وما سمي بالثورات العربية المفتعلة، لذلك يجب سحب الوساطة من قطر وتحويلها لدولة أخرى، ويبدوا أنھ تم الإتفاق بينھم على ذلك...
ومما يدلل على ھذا التحليل أنھ بعد الرد الإيراني المبارك والذي غطى سماء المدن المحتلة بالمسيرات والصواريخ الإيرانية التي حققت أھدافھا على الأرض وبشكل كامل، وأوصلت الرسالة العسكرية والسياسية إلى الكيان الصھيوني وداعميھ وشركائھ الصھيوأمريكيين غربيين، وقد فھموا الرسالة جيدا، وھي أن إيران ومحورھا يجب أن لا يستھان بقوتھم أبدا، بغض النظر عن محاولات التشكيك بنجاح الرد الإيراني والتقليل من أھميتھ من ناحية إستراتيجية أمام شعوبھم وشعوب العالم، وبنفس الوقت يبدوا أن إتصالات أميركية تركية جرت بخصوص ملف الوساطات ومحاولات الوساطة لدى إيران لعدم الرد على الرد الإسرائيلي، وبعدھا تم إتصالات تركية مع مسؤولي إيران وقطر قام بھا وزير الخارجية التركي، وبعد تلك الإتصالات واللقاءات تم عقد مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية وأثناء المؤتمر أدلى كل منھم بدلوھ...
ومن خلال تصريحاتھم تستطيع معرفة ما تم الإتفاق عليھ بين أمريكا والنتن ياھو من جھة، وبين أمريكا وتركيا من جھة ثانية وبين تركيا وقطر من جھة ثالثة، وإتصالھم مع مسؤولي إيران الإسلامية من جھة رابعة، وھنا نؤكد بأن قادة ومسؤولي إيران وقطر وتركيا لا يسمحون لأنفسھم أو لأي أحد بالضغط على المقاومة للتنازل عن حقوق الشعب الغزاوي خاصة والفلسطيني عامة، بعد كل تلك الدماء التي سفكت من قبل عصابات جيش الكيان الصھيوني وبشراكة جنود وترسانة الأسلحة الأميركية والغربية البرية والبحرية والجوية، وإنما قد يقدموا مشورة ما قد تؤدي إلى وقف إطلاق النار والإبادة الجماعية التي ترتكب بحق شعبنا في غزة لكن لا تتخطى ھذھ المشورة حقوق المقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني...
ولتكتمل الوساطة التركية يبدوا أنھا إستعانة بالوسيط المصري والذي زار تركيا يوم أمس بوفد كامل برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري، والذين قد يضغطوا على حماس للموافقة على أن تكون حزبا سياسيا وتنھي الجناح العسكري أي كتائب عز الدين القسام كما صرح وزير خارجية تركيا في قطر، وأيضا قد تضغط تركيا لخروج قادة حماس في غزة السياسيين والعسكريين للمنفى إلى خارج غزة، وقادة حماس في غزة وفي الخارج لم ولن يوافقوا على تلك المقترحات والضغوطات سابقا، إلا إذا كان ھناك مقابل وثمن كبير لتحقيق مطالب الشعب الغزاوي خاصة والفلسطيني عامة في كل مفاوضات وإتفاقيات جديدة قد تظھر في الأيام والأسابيع القادمة بعد زيارة وفد حماس لتركيا، والھدف من كل ھذھ الإتصالات الأمريكية مع تركيا لتحقيق نصر ما لمساعدة النتن ياھو وحكومته المتطرفة وعصابات جيشه للنزول عن الشجرة والإدعاء أمام شعبھم الصھيوني بأنھم حققوا شيئا ما، وتركيا تعلم تلك المصلحة الأمريكية جيدا، والإتصالات واللقاءات التركية كانت مع إيران لعدم الرد إذا رد الكيان الصھيوني حتى لا تتوسع الحرب، واللقاءات مع مسؤولي قطر لأخذ الوساطة من قطر إذا رغبت بذلك وإنتقالھا إلى تركيا لمحاولة إقناع قادة حماس بالمقترحات الأمريكية، بالرغم من إنتقادات قادة الكيان الصھيوني لزيارة ھنية إلى تركيا والإستقبال الحافل لھ من قبل أردوغان...
وبعد أن حدث رد الكيان الصھيوني على أصفھان وعلى دمشق وكان ردا مخزيا للكيان وداعميھ بثلاث طائرات مسيرة صغيرة تم إسقاطھا من قبل العسكريين الإيرانيين بمضادات أرضية وليس مضادات جوية، أصبح الرد وسام عار سيلحق بالنتن ياھو وكل الكيان الصھيوني طيلة حياتھم، والذي عبر عنھ بن غفير المختل عقليا ونفسيا (بالمسخرة) ولأول مرة يقول الحقيقة، بالرغم من محاولات قادة أمريكا والغرب والكيان الصھيوني وبعض الأعراب وقنواتھم الإعلامية الكاذبة لتكبير الرد الصھيوني وحجمھ، ليثبتوا بعد كل ھذھ الأشھر من أنھم حققوا إنتصارا ما ھنا أو ھناك عبر الإعلام الأمريكي والذي يأخذ الأخبار مباشرة من البنتاغون والسياسيين الأمريكين والصھاينة، وھم لا يستطيعون عمل رد أكبر من ذلك لما ذكر سابقا، لأن رسالة إيران من ردھا الأول وصلت لبايدن ولكل قادة دول السبع والكيان الصھيوني، ولم ولن يجرؤ النتن ياھو ومن ورائھ سواء أمريكا او الغرب من التمادي أكثر أو محاولة توسيع ردھم ليكون أكبر، وھم يعلمون جيدا بأنھم لو فعلوا ذلك فإن إيران الإسلامية ومحورھا العربي والإسلامي المقاوم سيكون ردھم مباشرة وبشكل أسرع وأوسع وأقوى وأكثر ضررا للكيان الصھيوني ولھم كداعمين، والذي قد يؤدي إلى زوالھ وخروج أمريكا من المنطقة برمتھا...
والرد الصھيوني لا يستحق الرد، لكن لا ندري ما الذي سيجري بعد قصف الكيان الصھيوني مقر للجيش العراقي والحشد الشعبي وسقوط شھداء يوم أمس، ولكن يبدوا أن الإتصالات الأميريكية والغربية جارية مع الوسطاء على قدم وساق لمنع التصعيد وعدم الرد من قبل الحشد الشعبي وھو تابع للجيش العراقي البطل، وما أحرج وأربك الأمريكان لأنھ حصل ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني متواجد في أمريكا لتوقيع إتفاقيات جديدة لخروج بقايا المحتل الأمريكي من العراق بشكل كامل وغيرھا من الإتفاقيات العسكرية والسياسية والتجارية والصناعية التي تھم البلدين كما ذكر السوداني في لقائھ مع بايدن في البيت الأسود...
ورغم كل تلك الإتصالات الأمريكية مع الحلفاء والوسطاء لمنع التصعيد والرد وإيجاد مخرج لكيانھم الصھيوني ولھم من المأزق الذي أوقعوا أنفسھم بھ بعد أن سحبھم النتن ياھو إليھ، والأفخاخ التي يحاول جرھم إليھا ليقعوا في حرب شاملة مع إيران ومحورھا المقاوم وقد تتوسع لتكون مع قادة ودول الأمة كاملة، وللضغط على المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة وحتى على الوسطاء السابقين والحاليين تقوم إدارة بايدن بدعم كيانھا دعما لوجستيا كاملا بالمليارات من الدولارات وشتى أنواع الأسلحة وكل ذلك للحصول على تنازلات من حماس والفصائل الفلسطينية ومحور المقاومة، بضغط ومشورة من الوسطاء لإيجاد طريقة ما تنقذ الصھيوأمريكيين غربيين من الغرق الكامل والنھائي بمعركة طوفان الأقصى، ولتخليصھم من كل تلك الحروب والردود والمآزق والعثرات والكبوات والھزائم المذلة والمخزية والھزلية التي جرھم إليھا النتن ياھو وحكومتھ المتطرفة منذ ٢٠٠ يوم وبعد عدة أيام تدخل الحرب الكونية على غزة شھرھا السابع...
لذلك يبدوا أن إدارة بايدن أمريكا المتصھينة جاھدة لإنھاء كل تلك الحروب قبل موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، حتى لو لم توافق حماس على مطالبھم ومقترحاتھم في تركيا، فإن أمريكا والغرب سيجبرون النتن ياھو وحكومته المتطرفة للموافقة على مطالب حماس وفصائل المقاومة وإنھاء ھذھ الحرب، والتي ستسجل في تاريخ جرائمھم الأسود وھزائمھم المتلاحقة والمستمرة داخل غزة وفلسطين وخارجھا وفي كل مكان من منطقتنا والعالم...
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي
كاتب ومحلل سياسي
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني