جاهزون للعبور .. حوِّل!! بقلم .. فاطمة جيرودية-دمشق
جاهزون للعبور .. حوِّل!! بقلم .. فاطمة جيرودية-دمشق |
(الجزء الأول)
تمهيد:
على الكيان أن ينتظر هذا العنوان.. سيُسمَعَ الصَّوتُ المهيبُ فقط في شبكاتِ الأبطالِ الذين سيخوضون هذه الخطوات التاريخية العظيمة.. إنه العبور.. والمعادلاتُ الجديدة التي فرضَها حزبُ الله، تقولُ لكلِّ متابعٍ، لا تغيبُ عنه مقارنةُ ماكانَ عليه الكيان قبل الطوفان وما هو عليه الآن .. بل ومقارنةُ ماكان عليه الكيان وسماحةُ السّيَد يقودُ المواجهةَ حاضراً وما هو عليه وسماحةُ السيّد يقودُ المواجهةَ في استحقاقِ الشهادة..
سيسجل التاريخ أن قائداً هزمَ الكيانَ وهوَ شهيد.. وستتردد العبارات.. جاهزون للعبور.. لبيك يا نصر الله.. حوِّل!
الفخُّ التمهيدي : كلفة باهظة بلا انتصار:
عامٌ كاملٌ مضى وجبهة جنوب السماء تسمي نفسها جبهةَ إسناد، “جبهةُ إسناد” عنوان، وهو الفخُّ الدقيق الذي سارعَ الصهيوني للوقوعِ في شِراكِه مؤكدا بالتجسيدِ الحيِّ ماكان يصفه به سماحة اليقين سيد الشهداء السيد حسن نصر الله .. عدوٌّ غبيٌّ وأحمق
ما هو هذا الفخّ؟!
تصاعدت حدة المواجهة بين الكيان اللقيط وحزب الله تدريجياً، إذ كثفت “إسرائيل” من اعتداءاتها على لبنان، وواجهتها المقاومة الوطنية اللبنانية بقوة وفاعلية عالية، وكانت أثناء ذلك تُراكمُ الخسائر لدى العدوّ على مختلف المستويات.
هذه الخسائر، انعكست على الأوضاع الأمنية، ومن دون أن يشعرَ العدوُّ الغبي بحقيقةِ المأزقِ الذي أوقعته فيه جبهة الإسنادِ هذه وجد نفسَه أمامَ جبهة ٍتردُّ على مخطط نتنياهو تهجيرَ أهل غزة بتهجيرِ مستوطنيه على خلفية فقد “الأمان” المزعوم الذي يعد به قادة الكيان وحلفه لمستوطنيهم!
وانعكست على المستوياتِ الاقتصادية والعسكرية داخل الكيان، والتي تمثلت بأعلى نسبةِ خسائر مادية في تاريخ هذا الاحتلال وكذلك أكبر نسبة عطبٍ في عصبِ السلك العسكري على مستوى العتاد والعديد، هي انعكاساتٌ أبرزت هشاشة العدو وعرّت حقيقة “أقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط”!!
فلقد بدت صورةُ جندِ الكيان في المصارف الصحية المكانَ الأكثر تعبيراً لا عن ذلِّ “إسرائيل” فقط بل عن مستوى هذا الجيش المزعوم كأقوى جيوش العالم!
فما بين أولِ طلقةٍ ضُربت من جبهة جنوب لبنان في الطوفان وصولاً إلى قبوعِ الجنودِ المحتلين في المصرفِ الصحي وخروجِهم بتوابيتِ دبابتهم من الخطوط الأماميةِ للمواجهة في قرى الجنوب اليوم.. يتضحُ جيداً كيف أن “حلف تل أبيب” بقيادة الأحمق نتنياهو حاولَ الخروجَ من أوحالِ غزة ليقعَ في أوحال الجنوب.. حيث الجبهة التي غيرت معادلة القوة وجعلت “إسرائيل” تدفع ثمنًا باهظًا لسياساتها العدائية.
تفريغُ الكيان من محتواه.. “بتهجِّر منهجِّر:”
العمليات القتالية المتواصلة من حزب الله دفعت بعشرات الآلاف من المستوطنين القاطنين في شمال فلسطين المحتلة إلى الفرار من منازلهم، تاركين المستوطنات الحدودية شبه خالية. هذا النزوح ليس تعبيرًا عن الخوف من المواجهات المتزايدة فقط، بل هو أيضًا دليل على هشاشة الأمن في تلك المناطق. وقد اضطر العديد من هؤلاء المستوطنين إلى اللجوء لمناطق داخلية في “إسرائيل”، مما زاد من الأعباء على الموارد “الإسرائيلية” التي باتت تجد نفسها مضطرة لتوفير المأوى والرعاية لهؤلاء. إن هذه الحركة الجماعية من الهروب تُظهر ضعف حكومة الكيان في تأمين حدودها وتحقيق الأمان للمستوطنين، مما يثير تساؤلات حول جدوى السياسات التي تتبعها في مواجهة المقاومة اللبنانية في الداخل الصهيوني!…
أما نحن فعلينا فهم الفخاخ التي أُعدّت للصهيوني في لبنان.. فمَن يذكُر السياقاتِ التي بدأ فيها نتنياهو يهدد باجتياح الجنوب، عليه ألا ينسى أن اجتياحَ الجنوب ارتبط مباشرة لدى قادة حلف العدو بتحقيقِ هدفهم في تهجير أهل قطاعِ غزة وإجبارهم على تركِ قراهم بالتوازي مه تلويحٍ بإعادة الحزب إلى ما وراء الليطاني.. وكان تحريكَ الليطاني من مكانِه أسهلُ بكثير من أن يستطيعَ الكيانُ تحقيقَ اهدافِه وحزبُ الله قد قرر المواجهة..
نحن هنا أمام معادلة مواجهة بين الأهداف.. فأهداف نتنياهو فشلت في تهجير أهل القطاع ولبنان كذلك.. لأن هذا ليس تهجيراً بل هو خروجٌ من تحت القصفِ الوحشي ينتظر يوم الانتصار ليعودَ الأهل المتمسكونَ بمقاومتهم.. ولأن هذا التهجير غايتُه الكُبرى رسمُ ملامحَ أولية من خارطةِ “الشرق الأوسط الجديد” التي يحلمُ بها نتنياهو وحلفُه، ويكون ذلك عبر تطبيق المشروع الاستيطانيِّ الذي تمَّ الحديثُ عنه مراراً في أوساطِ الكيانِ وداعميه!
أما “مواطنو” الكيان..فهُم ليسوا له.. إنهم عبارة عن جريمةِ تزويرٍ للآلاف من الهويات التي تتفوق عليها جوازاتُ السفر.. فعندما يفقد هؤلاءِ الأمان المزعوم.. سيحرقون هوياتهم المزورة ويهرعون منتمينَ مجددا إلى جوازاتِ سفرِهم فقط… ومطاراتُ الكيان التي تغصُّ بهم خير دليل!
وهاهنا إذن.. فشل نتنياهو في تحقيقِ هدفهِ ونجح الحزب في ذلك!
على أننا يجب أن ننتبه إلى أن التهجير هنا ليس هو الغاية بحدِّ ذاته.. فنتيناهو يريدُ ذلك ليفقد المقاومة بيئتها الحاضنة وتراه اليوم يُذَل في اليوم القصير عشرات المرات أمام رسائل صمود بيئةِ المقاومة من جهة وأمامَ العملِ الميدانيِّ المبدع للمقاومين والذي يضيِّعُ عليهِ هدفَ بناءِ مستوطناتِه الاحتلالية التَّوسعيّة!
ولكن هل يتوقَّفُ الأمرُ في هجرةِ المستوطنين على تفريغِ الكيانِ من وجودِهم؟..وما هي القطبُ الخفيَّة التي جعلت نتنياهوُ يضعُ عودةَ المستوطنين عنواناً عريضاً من عناوينِ حربِه النازيَّة؟!
قراءةٌ في الخفايا:
أليسَ علينا أن نتساءلَ حقاً من همُ الذينَ هُرعوا خارجَ الأراضي المحتلة مباشرةً؟!
وهل يجب أن يغيبَ عن ذاكرتِنا أنَّ رجالاتِ الأعمالِ الصهاينة والذين تربطٌهم بشركاتِ التجارةِ العالمية للمالِ والسلاحِ والوقودِ وسوى ذلك همُ الذينَ كانوا من دعاماتِ إنشاءِ هذا الكيان؟!
وألا يقولُ المثل المالُ جبان؟!.. فكيفَ إذا كان صهيونيَّاً؟!..
تشيرُ حقائقُ سنأتي على ذكرِ بعضِها وتفنيدِ سياقاتِه في مقالاتٍ قادمة بأنَّ قسماً لا يستهانُ به من هؤلاء قد غادرَ الكيانَ تحت وطأةِ فقدانِ الأمنِ الذي وقعَ للكيان على أثر ضرباتِ حزب الله.. ولهؤلاءِ أسهمٌ ضخمة في كلِّ المنشآتِ الاقتصادية والعسكريةِ التي دمَّرها الحزبُ أو التي نالت منها مقاومةُ اليمنِ أو العراق مستفيدةً من رسائلِ الهُدهدِ المشاغبِ الذي أتى على تصويرِ تفاصيلَ لهذه المنشآت تشيرُ حتى -وربما- إلى من يملكُ هذه المنشآت!
إنه تهديدٌ خطيرٌ يعرفُ أصحابُ الأموال أنه حقيقيِّ.. يصدِّقونَه ولا يصدقون الأحمق نتنياهو الذي لم يستطع حتى الآن سوى أن يكون وحشاً فتاكاً لكن من دون أن يستطيعَ كلُّ إجرامِه تحقيقَ عنوانٍ واحدٍ من عناوينِ حربِه التي وعدَ بها كيانَه وحلفَه والدولةَ العميقة التي تقودُ كلَّ شيء!
وحيثُ نالتِ الخلافاتُ من رجالاتِ الدولةِ العميقة وانقلبوا على أنفسِهم بسبب الفشل في تحقيقِ الأهدافِ حتى الآن فإن ظلالَ هذه الخلافات بل وبشكلٍ عميق تغلي في بنوكِ المتضررين الذين يحقُّ لهمُ الآنَ مثلاً أن يرفعوا دعاوى على نتنياهو وحلفه بسبب تضرر مصالحهمُ الاقتصادية وتهديدِ “أمنهم المزعوم”.. يومكن أن نقولَ اليوم ليس داخل الكيان فقط بعد ما شهدناه من بروفا “أمستردام”.. ويقولُ عصفورٌ سوى الهُدهد.. إنها البدايةُ فقط، والقادمُ أعظم!
ويتساءل مراقبون:
هل في داخل قيادات الكيان من صاغَ مؤامرةً ضدَّ نتنياهو على هذا المستوى؟!.. وهل بينَ التحقيقاتِ التي تعكسُ عمقَ الخلافاتِ بين القادة الصهاينة سواءٌ داخل الكابينيت أو خارجه ما سيُفضَح قريباً؟.. أم أنَّ أعداَء نتنياهو سيعاجلونَه بفضائحَ أشدَّ وطأة؟!.. وما علاقةُ ذلك بما جرى عالمياً.. وكف بنى عليه الحزب لنشهدَ قريباً سيناريو العبور..؟.. حوِّل!
يتبع..
فاطمة جيرودية-دمشق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني